عرض مساء أمس الاثنين فى إطار فعاليات الدورة ال66 لمهرجان فينسيا السينمائى الدولى عدد من الأفلام المثيرة للجدل وأهمها فيلم المخرج الأمريكى اوليفر ستون "south of border" ويدور الفيلم فى إطار تسجيلى حول دول أمريكا اللاتينية وعلاقتهم المرتبكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز والذى يقدمه ستون كزعيم للقارة اللاتينية إضافة لتقديمه نموذجا صارخا فى رفض الكثيرين لعائلة بوش وسياستها فى جميع أنحاء دول العالم. وللأسف لم يأت الفيلم على مستوى الطموحات المتوقعة من ستون خصوصا أنه اتخذ شكلا دعائيا عن شافيز أكثر من كونه رؤية تحليلية لتلك العلاقة الملتبسة دائماً مع السياسة الأمريكية. وكان الرئيس الفنزويلى من ضيوف المهرجان حيث حضر مراسم العرض الرسمى. ومن الأفلام اللافتة للنظر الفيلم الإسرائيلى "لبنان" للمخرج صموئيل معاز والذى تدور أحداثه عام 1982 وقت الاجتياح الإسرائيلى للبنان ويحكى قصة طاقم دبابة إسرائيلى 4 أفراد يحتلون إحدى القرى فى بيروت ومن المفترض أن ينتقلوا إلى الطرف الآخر والفيلم تم تصوير أغلب أحداثه من وجهة نظر الدبابة وبالأدق جنود الطاقم الذين يجلسون بداخلها، لكن الفيلم يحمل إدانة للحرب ويحمل الكتائب مسئولية الكثير مما جرى فى لبنان دون أدنى إدانة واضحة لإسرائيل حيث يبدو الجنود الأربعة شديدى الإنسانية رافضين لفكرة الحرب وحتى الأوامر العسكرية التى يتلقونها يعترضون عليها فى أحيان كثيره لأنها تبدو غير مفهومة بالنسبة لهم حيث إن كل ما يهمهم هو استعادة حياتهم والعودة إلى الوطن. كما يحمل الفيلم العديد من المغالطات ومنها وجود أسير سورى يقع بقبضتهم ويحاول أحد أفراد الكتائب أخذه منهم بهدف قتله رغم أن الكثيرين من المتابعين أكدوا أن القوات السورية بمجرد الاجتياح الإسرائيلى إلى لبنان كانت قد انسحبت ولم تدخل فى مواجهة مباشرة. كما ركز على إنسانية الجندى الإسرائيلى حيث يرفض أن يقوم بإطلاق النار على الأطفال ويقوم آخر بتغطية امرأة لبنانية. وإذا كان الفيلم يثير الكثير من التساؤلات السياسية إلا أنه نجح ولحد كبير فى تقديم صورة فنية مرسومة بدقة خصوصا وأن أكثر من 95% من مشاهد الفيلم تم تصويرها داخل الدبابة وغلب على الفيلم الإيقاع السريع الأقرب إلى إيقاع السينما الأمريكية. ويتوقع الكثيرون حصول الفيلم على جائزة ضمن جوائز مهرجان فينسيا خصوصا وأن رسالة الفيلم تدعو إلى السلام وتركز على أهمية الحوار مع الآخر مثلما حدث مع الأسير السورى الذى أصيب بنوبة هلع شديدة ولكن مع أول جملة رددها- حتى لو كانت تتعلق برغبته فى الحمام- دار حوار بينه وبين الآخر.