وجهت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، نداء إلى جميع الدول الأعضاء للتوصل إلى توافق فيما يخص التطلع إلى المستقبل، ولأن تلتزم التزاما كاملا برسالة اليونسكو وبدعم المنظمة بوصفها الدعامة لإقامة نظام متعدد الجوانب يتسم بمزيد من الفعالية ويقوم على احترام القوانين. قالت، إن "العالم يحتاج إلى المزيد من اليونسكو، كما أن اليونسكو تحتاج إلى دعم من جميع الدول الأعضاء". جاء ذلك فى الكلمة التى ألقتها اليوم، الخميس، إيرينا بوكوفا فى جلسة مناقشة السياسة العامة فى الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر العام لليونسكو المنعقدة حالياً بباريس. وفى التقرير الذى قدمته إلى الدول الأعضاء فى اليونسكو، استعرضت المديرة العامة أحدث إنجازات المنظمة وأبرزت رؤيتها للمرحلة المقبلة، مشيرة إلى أنه فى ديسمبر 2011، واجهت المنظمة عجزا وصل إلى 220 مليون دولار ويتعين استيعابه، وذلك من الميزانية البالغة 653 مليون دولار التى اعتمدها المؤتمر العام. وتابعت "اليوم، وبعد مرور ما يقرب من عامين، أغلقنا فترة العامين بحسابات متوازنة، ونحن نرتبط باليونسكو وقد صارت أكثر أداء وأكثر تركيزا وتطلعا إلى المضى قدما". وأبرزت إيرينا بوكوفا قدرة المنظمة على أداء مهامها الرئيسية رغم الصعوبات المالية الحادة، حيث أشارت إلى أن هذه المهام إنما تتمثل فى قيادة التعليم ووضعه فى صدارة الخطة العالمية فى مجال السياسات، ومشاركة اليونسكو بقدر أكبر فى معالجة أوضاع ما بعد النزاعات والكوارث وحالات الطوارئ، وذلك فى مالى وسوريا وكوت ديفوار، فضلا عن دعمها للبلدان التى تمر بمرحلة انتقال، والتقدم المحرز فى الترويج فى مجال السياسات من أجل إدراج الثقافة والصناعات الإبداعية فى خطة التنمية العالمية، وحماية حرية التعبير وسلامة الصحفيين، واقتران ذلك بدعم تسخير إمكانات العلوم من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وأعربت المديرة العامة لليونسكو عن شكرها للدول الأعضاء لالتزامها ودعمها للمنظمة. وقالت إيرينا بوكوفا: "إننا ندرك أن هذه المرحلة تفرض اختبارا صعبا على المنظمة، وتتمثل رسالتى الأولى فى أننا قد تجاوزنا هذا الاختبار، فقد قمنا بإدارة الأزمة من خلال اتخاذ تدابير حاسمة، مع اقتران ذلك برؤية واضحة لعملية الإصلاح وبالاستعانة بخارطة طريق أعدها المجلس التنفيذى". وفيما يتعلق بآفاق المستقبل، سلطت المديرة العامة الضوء على العناصر الأساسية التى يشملها اقتراحها بالنسبة إلى الاستراتيجية المتوسطة الأجل الجديدة لتوجيه المنظمة فى الثمانى سنوات المقبلة، التى ستعتمدها الدول الأعضاء. وفى هذا الصدد، أعلنت إيرينا بوكوفا أن "مشروع الاستراتيجية المتوسطة الأجل يستند إلى قناعة راسخة مفادها أنه لا يمكن الحد من طموحات اليونسكو، فلا يجب أن ينخفض مستوى مهماتنا. فنحن نحتاج إلى اليونسكو الآن، أكثر فأكثر، ولا نقبل بأقل من ذلك". وأكدت المديرة العامة على دعم اليونسكو الحيوى للدول فيما يتعلق بالوفاء بالأهداف الإنمائية للألفية من أجل تحقيق التعليم للجميع بحلول عام 2015، وكذلك فيما يخص تشكيل نموذج لتنمية مستدامة جديد يتسم بطابع عالمى طموح، حيث يجب التسليم بإمكانات التعليم والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات وإدماجها. وقالت بوكوفا: "إن العالم قد تغير بشكل كبير منذ عام 1945 غير أن رسالة ميثاقنا التأسيسى ما زالت تحظى بأكبر قدر من المصداقية على الإطلاق.. وحصون السلام الدائم والتنمية المستدامة لا يمكن أن تبنى إلا فى عقول النساء والرجال. وهذه هى محركات الإبداع والابتكار، وهو ما يحتاجه كل مجتمع اليوم. إن هذه المحركات إنما تمثل الأساس لتحقيق المزيد من الإنصاف والتضامن". وتتواصل أعمال المؤتمر العام لليونسكو فى دورته الحالية بمقر المنظمة بباريس بمشاركة مصر. ومن المقرر أن يلقى الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء وزير التعليم العالى كلمة مصر فى الجلسة الصباحية للمؤتمر غدا الجمعة.
