يعيش عم السيد فى العراء بعزبة المعبر بالإسماعيلية هو وأسرته، بعد مطاردات عنيفة من الحى والوحدة المحلية له، لأنه كان يقيم مع أسرته فى أرض وضع يد، يزيلها الحى كل فترة فيضطر لبنائها مرة أخرى، مما يكلفه أعباء مالية وهموماً إضافية، بجانب كل همومه وأعبائه لكنه هذه المرة أصبح يسكن فى الشارع على أنقاض منزله المهدم هو وأسرته فى انتظار مساعدات لإعادة بنائه. عمل عم السيد فى مصنع منظفات لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى العمل فى مواد البناء، ولكنه لم يتحمل ذلك طويلاً، حيث إن القدر لم يمهله، وأصيب بعدة أمراض خطيرة فى قدمه اليسرى، وتآكل فى العظام وانزلاق غضروفى حتى أن الأطباء حذروه من إجراء أى جراحة فى العمود الفقرى، مؤكدين أن رقبته سوف تتأثر حتما وربما يؤدى ذلك إلى عدم تحريك الرقبة نهائيا حتى بعد نجاح العملية. يجوب عم السيد الشوارع ليلاً ونهاراً بحثاً عن مساعدات لأسرته بعد أن فقد القدرة نهائيا على العمل، وأصبح عاطلا ولا يقوى على مواجهة الحياة، خاصة أن أسرته التى يعولها كبيرة، مكونة من والدته المصابة بورم فى المخ منذ سنوات عديدة، وزوجته ربة المنزل وطفلهما البالغ من العمر ثلاثة أعوام مما زاد من تعقيد الأمور وصعوبتها، حيث إنه لا يملك أى دخل أو مصدر رزق سوى الاعتماد على نفسه والعمل بيده، والآن أصبح يعتمد على مساعدات أهل الخير التى تأتى فى أحيان وتختفى لأوقات طويلة. فى نهاية المطاف لجأ عم السيد إلى محافظة الإسماعيلية لبناء كشك صغير ليكون مصدر رزق لأسرته، واستقبل رئيس الحى شكواه بصدر رحب ووافق مبدئيا على الفكرة، إلا أن عم السيد مازال يواجه مشكلة عصيبة، حيث إنه لا يملك أى أموال لبناء الكشك أو حتى لشراء الخشب اللازم لذلك والبضاعة التى ستعرض فيه، يقول: «نفسى سيادة المحافظ يحمينى من مطاردة المحليات وهدمهم لبيتى أو على الأقل يوفر لى سكنا بسيطا أنام فيه أنا وعيلتى».