فيما تواصلت المساعى العربية التى تقودها جامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى لاحتواء الأزمة التى نشبت بين سوريا والعراق، والتى كانت نتيجتها تبادل سحب السفراء بين البلدين على خلفية اتهام بغداد لدمشق بالمساهمة فى التفجيرات الدامية التى حدثت الأربعاء الماضى، أكد النائب البرلمانى العراقى محمود عثمان عن التحالف الكردى، أن الحكومة العراقية لديها أدلة وبراهين على الاتهامات التى وجهتها لسوريا عقب تفجيرات "الأربعاء الأسود"، والتى راح ضحيتها 100 شهيد، وعلى إثرها حدث خلاف بين البلدين وتبادلا سحب السفراء. وأوضح عثمان فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن أهم هذه الأدلة اعترافات حصلت عليها جهات التحقيق من بعض المتهمين المشاركين فى التفجيرات، والذين ينتمون إلى حزب البعث العراقى و"تأويهم" سوريا، على حد قوله، لافتاً إلى أن المتهمين أكدوا فى اعترافاتهم بأنهم تلقوا دعماً مادياً منهم، مشيراً إلى أن هذه النتائج ظهرت من خلال اعترافاتهم فى التحقيقات الأولية. وأضاف عثمان، أن العراق سيطالب بإجراء تحقيقات دولية فى هذا الأمر لإثبات تورط المتهمين، مشيراً إلى حرص بغداد على مشاركة فريق من دمشق فى هذه التحقيقات بل وبمراقبة جهات دولية وعربية، بشرط أن من يتم إثبات علاقته بالتفجيرات تتم معاقبته فوراً، مستنكراً استضافة سوريا لمجموعات إرهابية مثل هذه. وحول تأثير الأزمة بين بغداد ودمشق على الوضع الأمنى فى العراق، أكد عثمان أن التوترات التى حدثت مؤخراً قطعاً ستؤثر سلباً على الوضع الأمنى فى العراق، خاصة وأن العلاقات كانت قد تحسنت فى الفتره الأخيرة عقب زيارة رئيس الوزراء نورى المالكى لسوريا وتوقيع اتفاقيات استراتيجية، كما حصل العراق على تعهدات سورية بإعادة ضبط الوضع الأمنى على الحدود، مشيراً إلى أن العلاقات مع دول الجوار تنعكس على الوضع الأمنى الداخلى، ولضمان سلامة وأمن العراق لابد من تحسين العلاقات بين الدول المجاورة سواء كانت سوريا أو إيران أو غيرهما. وأشار إلى أن حل الأزمة بين سوريا والعراق لن يتم بالتصريحات الإعلامية وإنما بالحوار ودعا الجامعة العربية للتدخل فى هذا الأمر لما لها من دور فعال بين الدول العربية، مشيراً إلى ضرورة تحركها حيال هذه الأزمة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد أجرى أمس عدداً من الاتصالات مع العديد من المسئولين فى كل من دمشق وبغداد لمتابعة المستجدات فى العلاقة بين البلدين، وطالب موسى بتكثيف الحوار والاتصالات الهادئة بين البلدين لحماية العلاقة ومصالحهما، لافتاً إلى حسن إدارة الأمور ومنعاً للتصعيد. وأوضح موسى، أن الجامعة العربية تظل مستعدة للمساهمة فى عملية تفاهم وتواصل تصب فى مصلحة العلاقات بين العراق وسوريا بصفة خاصة ومصلحة العلاقات العربية بشكل عام. من جانبه نفى نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، أن تكون عناصر من حزب البعث العراقى مقيمة فى سوريا هى التى خططت أو حتى أعطت أوامر بتنفيذ التفجيرات الدامية، ووصف الاتهامات التى وجّهتها الحكومة العراقية بهذا الشأن بأنها "تخبطات"، مشيراً إلى أن سوريا التى تستضيف مليوناً ونصف المليون لاجئ عراقى لا يمكن أن تضحى بقطرة دم عراقية واحدة. وقال المقداد، فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية فى دمشق، إن الحكومة السورية "صعقت بطريقة التعامل والاتهامات العراقية بعد الأعمال الإجرامية والإرهابية التى ضربت الشعب العراقى الشقيق، وأدانتها سوريا وتألمت لها". وعن اتهامات الحكومة العراقية بوقوف أعضاء فى حزب البعث العراقى يقيمون فى سوريا خلف التفجيرات، قال المقداد "هم موجودون، ولكن هناك تخبطات عبّر عنها مسئولون عراقيون بعد الحادث، وهذه التخبطات تعكس عدم الوعى لما حدث، وإلقاء المسئولية على المكان الخطأ".