بدأت الكواليس السياسية بأنقرة تتطرق قبل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لجدل ونقاشات حول الشخصية التى ستخلف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بعد احتمال تسلمه منصب رئاسة الجمهورية محل الرئيس الحالى عبد الله جول. وما يتردد فى الوقت الحالى بتركيا هو أن أردوغان اتخذ قراره بترك منصبه كرئيس للوزراء لرئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان البالغ من العمر 45 عاما بعد تسلم أردوغان منصب رئاسة الجمهورية من جول. وتشير هذه النقاشات إلى أن أردوغان، من بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية، سيترك رئاسة الوزراء لزميله جول ولكن فى حال توجه جول للتعاون مع مجموعة الشيخ فتح الله جولن وتشكيل جبهة معارضة ضده داخل حزب العدالة والتنمية فحينها سيترك أردوغان منصبه إلى فيدان. ويمكن القول إن فيدان تكنوقراط بيروقراطى لا يمتلك الخبرة السياسية وهذا الأمر يصب فى مصلحة أردوغان الذى لا يحبذ تقدم شخصية أو اسم سياسى عنه داخل الحزب، إضافة إلى أن أردوغان يثق ثقة كبيرة به ويعتبره كاتم أسراره بعد أن عمل معه لفترة طويلة من خلال توليه منصب مساعد مستشار رئيس الوزراء ولاحقا منصب رئيس مكتب المساعدات التنموية التابع لرئاسة الوزراء. ويبدو من الصعوبة أن يخون فيدان أردوغان الذى وقف إلى جانبه فى المواقف الصعبة والحرجة وبالتالى فيرجح أن يقوم أردوغان بتسليم مقعد رئاسة الوزراء إلى شخصية تكنوقراطية بدلا من تسليمها لشخصية سياسية قد تنافسه. على الجانب الآخر ترى وسائل الإعلام المحلية والأجنبية أن فيدان شخصية مهمة أثبت نفسه فى عدد كبير من الملفات الإقليمية والدولية حتى إن الإدارة الأمريكية تنظر إليه باعتباره وجه الشرق الأوسط الجديد ومهندس إستراتيجية تركيا فى عدة ملفات ومن أهم ثلاث شخصيات استخباراتية، فيما ينظر إليه على الساحة التركية على أنه ثانى أقوى شخصية بعد أردوغان ويتفوق على كافة وزراء حكومته.