قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الوطنية، يحاول الرئيس الأفغانى حامد كرازاى إتمام صفقة سرية مع أحد منافسيه لضرب خصمه الرئيسى ولضمان نصر حاسم لتجنب الفوضى التى تحدث إذا كانت النتائج متقاربة. حيث تقول صحيفة الإندبندنت التى انفردت بالخبر إن ثانى انتخابات ديمقراطية تشهدها أفغانستان تهدد بانزلاق البلاد داخل خطوط الطائفية، وهو الأمر الذى سيقوض جهود السلام التى تقودها الولاياتالمتحدة وبريطانيا فى ظل الضغوط التى يواجهونها من قبل حركة طالبان. ويأتى كل من كرازاى ومنافسه الرئيسى، عبد الله عبد الله، من طائفتين عرقيتين ومنطقتين مختلفتين، حيث ينتمى كرازاى إلى البشتون فى حين ينتمى عبد الله إلى الطاجيك. وإذا لم يحقق أياً منهما فوزا حاسماً فى الجولة الأولى يوم 20 أغسطس المقبل، فإن المسئولين يخشون إمكانية وقوع أفغانستان فى دوامة جديدة من العنف تذكر بالحرب الأهلية فى التسعينيات. وتنقل الصحيفة عن محلل أفغانى قوله إن البلاد كلها مسلحة وكل شخص يمسك سلاحا، ويجب أن الحفاظ على سعادة كل شخص. وهدد فريق الحملة الأفغانية بالقيام بالمظاهرات إذا فاز كرازاى، مصرين على أنه لن يستطيع الفوز فى الانتخابات إلا بالتزوير. وحذر مؤيدو عبد الله، ومعظمهم من الطاجيك، من احتجاجات على الطريقة الإيرانية، لكن باستخدام الكلاشنكوف إذا ما فاز كرازاى بفترة ثانية. وعلى الرغم من أن كرازاى لا يزال المرشح المفضل، إلا أن مؤيديه يخشون أن مرشحاً ثالثاً، هو أشرف غانى، يمكن أن يحدث انقساماً فى تصويت البشتون، وهو الأمر الذى يحرم الرئيس من 51% من الأصوات التى يحتاجها للفوز ويمهد الطريق لعبد الله. وأشارت الصحيفة إلى أن أنباء ترددت عن سعى كرزاى إلى عقد صفقة مع مرشح بشتونى آخر هو أشرف غانى من أجل عدم تشتت أصوات البشتون، ويُقال إنه وعده بمنصب مهم فى حال فوزه. ويفضل الأمريكيون هذه الفكرة، لأنه إذا تولى غانى، وهو أكاديمى كان مرشحاً لرئاسة البنك الدولى، رئاسة الحكومة الأفغانية سيجعلها بيد خبير قادر على إداراتها. لكن مسئولين بالسفارة الأمريكية أنكروا تورطهم فى أى صفقات سرية. وقالت الصحيفة إن كرازاى عقد صفقات فى الحملة الانتخابية مع قادة العشائر والشخصيات المحلية القوية، ووعدهم بمناصب ومناصرة فى مقابل الأصوات التى تحت أيديهم. ويعتقد مسئولون دوليون أن ما يقرب من عشرين منصباً وزارياً قد تم تأمينها بالفعل.
