باب قديم تجاوز عمره السبعين عاما، يقع خلفه ممر طويل، يتجاوز طوله أربعة أمتار، ينتهى بسلم العمارة، هو باب الأسانسير الذى أدخل كتعديل يفترض به إراحة سكان العمارة من مجهود الصعود والنزول، إلا أن الغريب فى هذا الأسانسير أنه للصعود فقط، ولا يسمح فيه بالنزول. العمارة التى بلغ طولها ثمانية أدوار احتضنت بداخل قلبها "الأسانسير الذى يمتد ارتفاعه ليوازى عدد أدوارها، وضع على باب كل دور منها، لافتة صغيرة كتب عليها "حفاظا على سلامتكم، ممنوع النزول فى المصعد للخطورة"، حيث يسمح لسكان العمارة وروادها بالصعود داخل الأسانسير ولكن لا يسمح لهم النزول فيه. عم "محمد عبدالله" بواب العمارة والذى عمل بها لأكثر من 16 عاما، يقول لليوم السابع "الأسانسير ده معمول من زمان، فالموتور اللى بيسحب الأسانسير تعب ومحتاج يتغير، فهو ممكن يستحمل أن يشد الناس ويطلعهم لفوق، لكن صعب أنه يستحمل قوة السحب اللى بتكون لتحت، فعلشان كده عملنا اليافطة دى علشان الناس تخلى بالها ومتنزلش فيه، وحطينا على كل باب أسانسير فى دور يافطة زى دى، علشان محدش يستخدمه وهو نازل. عم محمد الذى يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 16 عاما بعد أن ورثها عن والده، يقول إنه يعشق هذه المهنة وهو يشعر أن العلاقة الاجتماعية التى تربطه بسكان العمارة أكبر بكثير من علاقة العمل، فهو تربطه علاقات اجتماعية قوية مع كل السكان يقول "أنا الحمد لله عارف كل السكان وفى علاقات بينى وبينهم، فى ناس كتيرة جاءت جديدة وناس كتير مشيت، بس الحمد لله دايما الواحد بتكون علاقته بالناس كويسة، بس فى بعض الناس بتبص للموضوع بنظرة تانية وبتبص أنها مينفعش تتعامل مع بواب وتكون فى أى علاقة بينهم غير الشغل وبيحسوا أنهم مشتريينه أو شغال عندهم، بس دول قليلين جدا".