انتقد هانز بليكس، كبير مفتشى الأممالمتحدة السابق فى العراق، محاولات الغرب التخطيط لتوجيه ضربة لسوريا، وقال إنه حتى لو كان الرئيس السورى بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيماوية، فإن الغرب لا يملك تفويضا ليتصرف كشرطى عالمى. وحذر بليكس، وهو دبلوماسى وسياسى سويدى، من أن توجيه ضربات جوية ضد سوريا بدون دعم مجلس الأمن الدولى سيكون تكرارا لنفس الخطأ الذى ارتكبه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى عام 2003 بغزو العراق. ويمضى بليكس فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية قائلا إنه صحيح أن مجلس الأمن ليس شرطيا دوليا يمكن الاعتماد عليه، وربما يكون بطيئا فى القيام يتحرك أو مصاب بالشلل بسبب الخلافات بين أعضائه، لكن هل نرغب فى أن تقوم الولاياتالمتحدة أو دول الناتو أو ما يسمى ب"تحالف الدول الراغبة" أن بدور الشرطى العالمى. وعلى العكس من جورج بوش عام 2003، فإن إدارة باراك أوباما ليست ممن يزدرى الأممالمتحدة وقاعد ميثاقها التى تسمح باستخدام القوة فقط فى حالة الدفاع عن النفس أو بتفويض من مجلس الأمن. إلا أن أوباما مثل بوش وبلير، يبدو مستعدا لتجاهل مجلس الأمن ويأمر بضربات مسلحة على سوريا بدعم سياسى من بريطانيا وفرنسا ودول أخرى. ومثل هذا التحرك لا يدخل ضمن الدفاع عن النفس أو الرد، بما أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا لم تتعرض للهجوم. وبمعاقبة الأسد على استخدام السلاح الكيماوى، فإن هذه الدول ستكون قد نصبت نفسها شرطيا عالميا، وهو إجراء يراه بليكس غير حكيم. ويمضى بليكس قائلا إنه بالرغم من أن الكثير من الدلائل تشير إلى مسئولية نظام الأسد عن الهجوم الكيماوى، إلا أن الإجراءات القانونية تتطلب أن يتم دراسة الأمر فى مجلس الأمن وانتظار تقرير مفتشى الأممالمتحدة الذين تم إرسالهم إلى سوريا بناء على طلب بريطانيا ودول أخرى أعضاء بالمنظمة الدولية. وربما نتفق مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بان استخدام الغاز هو "فاحشة أخلاقى"، إلا أن الرد عليه بتوجيه ضربات على بعض مواقع الصواريخ سيكون أشبه بإخبار نظام الأسد بأنه يستطيع المضى فى الحرب لكن عليه أن يبتعد عن الأسلحة الكيماوية. ويتساءل بليكس: وما هى القيمة المعنوية للإدانة من قبل دول نووية لاستخدام الغاز كجريمة حرب خطيرة فى حين أن هذه الدول لن تقبل بقاعدة تجرم أى استخدام أولى لأسلحتهم النووية. وأكد بليكس أنه من الصعب تجنب الانطباع بأن التطورات السياسية والعسكرية الآن لا علاقة بها بالضغوط التى تمارسها المعارضة السورية من أجل تحريك التدخل العسكرى الأمريكى،، بالتركيز على تحذير أوباما السابق بأن استخدام الأسلحة الكيماوية سيجعله يغير حساباته. وبنفس القدر، وإن لم يكن أكثر أهمية، فإن إدارة أوباما تحتاج إلى تجنب الانتقادات بنها مترددة وسلبية، وتؤكد للدول التى سبق وهددتها مثل إيران بأنها لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية.