لاقت زيارة مبعوث الرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل التى تهدف لضخ الحياة فى عملية سلام الشرق الأوسط المحتضرة بين الإسرائيليين وفلسطين اهتماماً إعلامياً واسعاً فى الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين، وقال جيمس كارول فى مقاله بصحيفة بوسطن جلوب الأمريكية إن الإدارة الأمريكية عازمة على الوفاء بعهد أوباما المتعلق بفض الصراع الدامى فى الشرق الأوسط، وذلك من خلال عدد من الزيارات الرسمية إلى المنطقة تبدأ بزيارة ميتشل، وتليها زيارة وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس ومستشار الأمن القومى جيمس جونز الأسبوع المقبل، وبعدها زيارة المستشار الخاص للشرق الأوسط دينيس روس، وهو الأمر الذى يظهر اختلاف النهج السياسى الذى تبناه أوباما عن نهج نظيره السابق جورج بوش. ولكن على الرغم من ذلك، يرى كارول أن الإدارة الأمريكية أغفلت مشكلة كبيرة تشكل موطن نزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ وهى ظروف قطاع غزة المتدهورة، وأن تحقيق تقدم ملحوظ هناك نحو التسوية أمر مستبعد، ولكن القطاع يحتل مكانة بارزة بالنسبة لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية. ومع ذلك أصبح هذا الاحتمال أكثر إزعاجاً فى الأيام الأخيرة بسبب النزاع الجديد حول مدينة القدس، التى ستستقطب اهتمام اليهود من جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع لأنها ستشهد احتفال اليهود بيوم "تيشا بآاف" المقدس، تكريماً لذكرى تدمير المعبد، فالقدس أصبحت رمزاً لقدرة اليهود على البقاء والاستمرار، على حسب قول كاتب المقال. ويقول الكاتب إن محاولات التوصل إلى سلام أثارت إمكانية تمتع كل من إسرائيل وفلسطين بمزايا البقاء والاستمرار، ولكن الصراع الجديد حول القدس، شأنه شأن وضع غزة المذرى، بات يهدد التوصل إلى اتفاق سلام. على عكس سلفه السابق جورج بوش، يطالب أوباما إسرائيل بالالتزام بمتطلبات خارطة الطريق التى وضعت عام 2003، والتى تعزز التوصل إلى سلام قائم على أساس الدولتين، وذلك عن طريق "التجميد" الكامل للنشاط الاستيطانى. وكان هذا سبباً كافياً لتوتر العلاقات بين إسرائيل وواشنطن، خاصة مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو على المضى قدماً باستئناف بناء المستوطنات. ويلفت الكاتب إلى أنه على مدار عقد من الزمن، كان هناك إجماع بين غالبية الإسرائيليين والفلسطينيين أن القدس ستكون عاصمة للدولتين، هذه الرؤية لا تتضمن عودة حدود ما قبل عام 1967، ولكنها تضمن وجود الإسرائيليين والفلسطينيين جنباً إلى جنب، وبقاء القدس "مدينة مفتوحة وغير مقسمة"، وهذا ما دعا إليه المرشح للرئاسة باراك أوباما أمام جماعة يهودية عام 2008 مصراً على أن القدس "يجب أن تبقى غير مقسمة". ويختم كارول مقاله قائلاً إن مبادرات الإدارة الأمريكية ذات أهمية قصوى، حيث تدفع الحكومات العربية لأخذ خطوات حاسمة باتجاه التطبيع مع إسرائيل، ويظهر ذلك جلياً فى خروج سوريا من عزلتها وعودتها مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، والضغط على السلطة الفلسطينية لاستئناف مباحثات السلام، وتفعيل هدنة بموجبها تتوقف حماس عن إطلاق صواريخها، لذا يجب التركيز بصورة أكبر على القدس، ويقول الكاتب إن بناء المستوطنات وهدم المنازل الفلسطينية يجب أن يتوقف، خاصة فى القدس، ويجب إنشاء "دولتين لشعبين" على حد تعبير أوباما.