شهدت البنوك العاملة بالسوق المصرية، اليوم الأحد، زحاماً ملحوظاً من قبل عدد من المتعاملين الذين تدفقوا على الفروع والات الصرف الآلى لسحب جزءا من ودائعهم تخوفا من تصاعد أحداث العنف التى اجتاحت البلاد منذ فض اعتصامين مؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى الأربعاء الماضى. وقال مدراء بنوك "هناك تخوفات من قبل بعض المتعاملين مع القطاع المصرفى من تعطيل البنك المركزى المصرى العمل فى البنوك مجددًا نتيجة تصاعد الأحداث مثلما حدث نهاية الأسبوع الماضى". وقال البنك المركزى المصرى أمس السبت، إن البنوك المغلقة منذ ظهر الأربعاء الماضى بسبب تفجر أعمال العنف، ستعاود العمل، اليوم الأحد، ولمدة 3 ساعات فقط بدلا من 5 ساعات. وقرر البنك المركزى الأربعاء تقليص ساعات العمل لتنتهى فى الثانية عشرة ظهرًا بدلاً من الثانية عصرًا، كما قرر البنك تعطيل العمل الخميس، تحسبًا لتصاعد أعمال العنف على خلفية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة بالقوة. وأدى فض قوات الأمن لاعتصامى رابعة والنهضة إلى مقتل 578 شخصا على الأقل، حسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية، فيما قال التحالف الوطنى لدعم الشرعية، إن القتلى بلغ 2600، بينما وصل المصابون إلى 7 آلاف شخص. وقال حازم حجازى، رئيس قطاع التجزئة المصرفية والفروع بالبنك الأهلى المصرى، أكبر البنوك فى مصر، فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء، "إن الإقبال الكبير من المتعاملين اليوم على وحدات القطاع المصرفى يعد أمرًا طبيعيًا، نتيجة تعطل العمل بالبنوك الخميس وبعد ظهر الأربعاء". وأضاف "تقليص البنك المركزى لساعات العمل، اليوم الأحد، إلى 3 ساعات فقط تسبب أيضا فى زيادة حدة الزحام لحرص المتعاملين على الحصول على الخدمات المصرفية العاجلة التى يحتاجونها خاصة المتعلقة بالسيولة النقدية". وقال عدد من المتعاملين الذين تواجدوا اليوم أمام فروع بنوك منطقة الدقى، إن زيادة إقبالهم على سحب جزءا من ودائعهم يرجع إلى الحالة الأمنية التى تمر بها البلاد، وتخوفهم من تصاعد وتيرة العنف وتعطيل البنك المركزى العمل بالبنوك مجددًا. وقال عمرو طنطاوى، مدير عام التجزئة والفروع ببنك مصر إيران للتنمية، فى اتصال هاتفى لوكالة الأناضول للأنباء، إن زيادة إقبال المتعاملين على خدمات البنوك اليوم هو أمر طبيعى، فى ظل تعطل العمل الخميس وتقليص وقت تعاملات الأحد، موضحًا أن المؤشرات توضح أن هناك زيادة طفيفة فى السحوبات النقدية، نتيجة إقبال المتعاملين للحصول على أموال لتغطية المتطلبات الحياتية. وأضاف طنطاوى: "هناك عملاء سارعوا بالحصول على سحب الأموال من البنوك رغم عدم حاجتهم لها لتأمين سيولة تغطى احتياجاتهم المالية فى الأيام القليلة المقبلة إذا ما حدثت مستجدات من الممكن أن تؤدى لتعطيل العمل بالبنوك مجددًا"، موضحا أن هناك مخاوف لدى البعض من إمكانية امتداد أحداث العنف للبنوك والتعدى عليها. وقال إيهاب كمال، مدير أحد فروع بنك الإسكندرية، إن الإقبال من المتعاملين على عمليات السحب والإيداع يزداد بعد الإجازات، أو عقب فترات تعطيل العمل بالبنوك، خاصة إذا كان التعطيل طارئًا. واعتبر أن هذا أمر طبيعى، موضحًا أن الزحام من قبل المتعاملين بدأ منذ الدقائق الأولى لفتح فروع البنوك للتخوف من ارتفاع حدة الأحداث عند منتصف اليوم.