أثار قرار الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة، بمنع أى إضراب جزئى أو كلى بالمستشفيات، مع تعليمات باتخاذ الإجراءات القانونية حيال من يقوموا بهذا الأمر، حالة استياء شديد فى صفوف الأطباء،مؤكدين أنه قرار غير دستورى ومخالف للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية. من جانبه قال الدكتور أيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء القاهرة، فى بيان له اليوم الثلاثاء :"كنا نتوقع أن تكون بداية الحكومة الجديدة هى لمحاولة إصلاح شأن المنظومة الصحية والعاملين بها، وليس محاولة تكميم الأفواه ومنع الأطباء من المطالبة بحقوقهم العادلة". وأضاف:" هذه التعليمات لن ترهب الأطباء، ولن تجعلنا نتخلى عن مطالبنا العادلة، وقد طالبنا بها بصورة رسمية حتى نبريء ذمتنا، من القول بأننا لم نسلك الطرق القانونية للمطالبة بحقوقنا". وأوضح أنهم طالبوا بحقوقهم فى عهود ما قبل الثورة، وطالبوا بها جميع حكومات ما بعد الثورة، وحتى الآن لم يحصلوا على أى حق من حقوقهم، قائلا :" والآن قد طالبناكم بها فعليكم الاستجابة للمطالب المشروعة، ومحاولة حل المشكلات المتفجرة، بدلا من محاولات الإرهاب والتخويف والتخوين". وقال :" لقد صبر الأطباء طويلا، ونحن ننصح الحكومة الجديدة بإخلاص بعدم الرهان على محاولات إرهاب الأطباء، فكما فشلت هذه المحاولات فى العهود السابقة، فإنها ستفشل حتما فى العهد الحالى". وأضاف :" نرجو أن تكون توجهات الحكومة الجديدة هى لمحاولة الإنقاذ والإصلاح، وسنكون فى هذه الحالة جميعا خلف الحكومة وداعمين لها، أما إذا اكتشفنا أن توجهات الحكومة هى لمحاولات تكميم الأفواه، ومحاولات التغطية على المشكلات المتفجرة، مثلما كان يحدث من الحكومات السابقة، ( بمثل هذه القرارات غير الحكيمة، ففى هذه الحالة سيتم الدعوة إلى جمعية عمومية طارئة للأطباء، لاتخاذ ما يرونه مناسبا من وسائل التصعيد". وقال الدكتور عمرو الشورى عضو حركة أطباء بلا حقوق والمرشح لعضوية النقابة العامة فى انتخابات التجديد النصفى، أن أول قرار لوزيرة الصحة الجديدة (مستشارة البنك الدولى) هو منع الإضرابات الجزئية، والكلية حرصا على سلامة المرضى، قائلا :" الوزيرة الجديدة تفتح أول صفحات قمع الحريات فى القطاع الصحى، وتضع نفسها فى مواجهة غضب وتردى أحوال مقدمى الخدمة الصحية، الوزيرة تبدأ رحلتها بدموع التماسيح، تعلل إجرائها بحرصها على المرضى الذين لم تتخذ أى إجراء فى صالحهم". وقال الشورى مخاطبا وزيرة الصحة: "لو كنتى حريصة على المرضى، فعليك بزيادة ميزانية الصحة وتوفير الأدوية والمستلزمات والأجهزة، لو كنتى حريصة على المرضى عليك بتوفير الخدمة المجانية لهم، لو كنتى حريصة على المرضى فعليها مشاركتهم الخدمة الصحية التى تقدمها الوزارة وأن تتلقى هى وأسرتها وسائر الوزراء الخدمة الصحية فى المستشفيات الحكومية". وأوضح أن الوزيرة كانت أستاذة بالجامعة، ولا تعلم شيئا عن مشاكل مقدمى الخدمة- التى بدأت بقمعهم-، سوى دراسات البنك الدولى التى تقول إن الهيكل الحكومى والخدمات والدعم هم العائق أمام التقدم الاقتصادى (حسب مفهوم البنك الدولى).
