ألقت نتيجة الثانوية العامة بظلالها على معظم بيوت مصر، ومثلما ألبست أثواب الفرحة والزغاريد بعض هذه البيوت، حرقت أكباد بيوت أخرى، وفقدت تلك البيوت، ليس فقط حلم النجاح والتفوق الذى قسم ظهورهم وأرهق جيوبهم فى مصاريف الدروس الخاصة، ليس فقط حلم النجاح الذى فقد، بل تخلص الطلاب من حياتهم تماماً بعد سماع نتيجة الثانوية العامة. حيث لقى طالب بمدرسة "ذو الفقار" الثانوية المشتركة، مصرعه بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من أحد أصدقائه يخبره فيها على سبيل المداعبة أنه رسب فى امتحانات المرحلة الثانية من الثانوية العامة فسقط التلميذ على الأرض وظن أهله أنها حالة إغماء، إلا أنهم اكتشفوا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة. وتلقى اللواء محمد سعيد مدير أمن الفيوم، بلاغاً يفيد بمصرع أحمد عبد الناصر على طالب بالصف الثالث الثانوى إثر تلقيه مكالمة من أحد زملائه يخبره فيها برسوبه على سبيل المداعبة، إلا أن الصدمة كانت أقوى منه بمراحل، فسقط على الأرض من هول المفاجأة ولقى مصرعه فى الحال. كانت مدينة الفيوم قد عاشت يوماً متناقضاً تملأه السعادة بسبب حصول أحد تلاميذ مدرسة القديس ميخائيل للراهبات يدعى بيتر إيهاب عياد على المركز السابع على مستوى الجمهورية "علمى رياضة"، إلا أن قرية الحامولى بمركز يوسف الصديق عاشت حالة من الحزن بسبب وفاة أحد طالبها. على جانب آخر لقيت الطالبة شيماء عامر غزيل محمد بالصف الثالث الثانوى مصرعها، حيث ألقت بنفسها من الدور الثالث من العقار رقم 54 والكائن بحى المروة أحد أحياء مدينة الخارجة، وذلك بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة وبمجرد معرفة أنها قد رسبت فى مادة الجيولوجيا، حيث صعدت للدور الثالث وألقت بنفسها من منور العقار. أصيبت بكسر فى الجمجمة ونزيف فى المخ تم على إثرها نقلها لمستشفى أسيوط المركزى فى الثالثة فجراً وبرفقتها والدتها، التى أصيبت بانهيار عصبى، ولكن الطالبة فارقت الحياة فى الطريق قبل الخروج من نقطة المنيرة، تحرر المحضر رقم 1482 إدارى الخارجة وتباشر النيابة التحقيق.
