وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان بقرية بخانس    بايدن يوجه بإعادة تقييم شامل لانتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط    السفارة المصرية في بيروت تطالب المصريين بلبنان الراغبين بالعودة بتسجيل بياناتهم    "600 مشجع زملكاوي داخل غرفة جعلونا نبكي".. شيكابالا يوجه رسالة مؤثرة بعد الفوز بالسوبر    "أنا ويل سميث".. شيكابالا يكشف تفاصيل حديثه مع تركي آل الشيخ    سموحه يهنئ الزمالك بالفوز بالسوبر الإفريقى    "منشأ العضلة".. الزمالك يكشف تفاصيل إصابة صبحي في الأمامية    جوميز: الزمالك يستحق التتويج بالسوبر.. والفوز على الأهلي له بريق خاص    خبير تحكيمي: ضربة جزاء الأهلي صحيحة والشحات يستحق الطرد    عضو الزمالك عن التتويج بالسوبر الإفريقي: رد على المشككين    زيزو: قرار البقاء في الزمالك الأعظم في حياتي.. وكنت سأسدد الركلة الخامسة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    نبيل الحلفاوي يوجة رسالة للزمالك بعد فوزه بلقب السوبر الإفريقي    نشرة التوك شو| تحسن في الأحوال الجوية والشعور ببرودة الطقس أوائل أكتوبر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    عيار 21 الآن يسجل تراجعا جديدا.. أسعار الذهب اليوم السبت «بيع وشراء» في مصر بالمصنعية    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «هتشوفوا الصيف والشتا».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم السبت (تفاصيل)    جيش الاحتلال: سنوجه ضربات جديدة لمبانٍ استراتيجية تابعة لحزب الله    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    أول تعليق من أحمد العوضي بشأن تعرضه لوعكة صحية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    برج الدلو.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: علاقة سابقة تسبب لك مشكلات    مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يجدون مأوى    جامعة الأزهر تحتفي بالقيادات النسائية وتبرز دور المرأة في المجتمع    مقاول يتهم رئيس مجلس مدينة أوسيم بخطفه واحتجازه والاعتداء عليه والأمن يحقق    بلينكن: أمريكا ستتخذ كل الإجراءات للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط    إضاءة أهرامات الجيزة وتمثال أبوالهول احتفالا باليوم العالمي للسياحة    إضاءة أهرامات الجيزة وتمثال أبوالهول لمدة ساعتين احتفالا باليوم العالمي للسياحة    "مش هفتي في قانون الكرة".. مراد مكرم يعلق على مباراة الأهلي أمام الزمالك في السوبر الأفريقي    وزير الخارجية: من غير المقبول إفلات دولة ترى نفسها فوق القانون من العقاب    جامعة كفر الشيخ تستعد لاستقبال طلابها في العام الجامعي الجديد    حماس تندد بخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    إصابة طفلة بحروق نتيجة صعق كهربي بالواحات البحرية    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية على مدار يومين بقرية دكما    «مياه مطروح» تنظم الندوة التوعوية الثانية بالمسجد الكبير    الوزارة فى الميدان    افتتاح المسجد الكبير بقرية «التفتيش» في سيدي سالم    العمل والإتحاد الأوروبي يبحثان إعداد دليل تصنيف مهني يتماشى مع متغيرات الأسواق    "الصحة" تطلق تطبيقًا لعرض أماكن بيع الأدوية وبدائلها    جراحة عاجلة للدعم فى «الحوار الوطنى»    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    سياسية المصرى الديمقراطى: نحن أمام حرب إبادة فى غزة والضفة    اتهام بسرقة ماشية.. حبس المتهم بقتل شاب خلال مشاجرة في الوراق    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    استشاري تغذية: الدهون الصحية تساعد الجسم على الاحتفاظ بدرجة حرارته في الشتاء    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    محافظ الفيوم يعلن نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طامية المركزي    بلغة الإشارة.. انطلاق النسخة الثانية من ماراثون يوم الصم العالمي بالإسكندرية (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قش الأرز ثروة قومية‏.‏ فلا تحرقوه‏!‏

العلم يصنع المعجزات هذه حقيقة يجب ان نسلم بها فقبل الثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر لم يكن أحد يصدق ان العلم سوف يصل بالانسان لهذه الاختراعات التي غيرت مجري الحياة علي سطح الكرة الأرضية
ومع نهايات القرن الماضي جاءت الثورة التكنولوجية لتعلن دخول كوكب الأرض في مرحلة جديدة من العلم وعلي هذا الدرب سار علماء مصر الذين استطاعوا بعقولهم الجبارة ان يحولوا قش الأرز الذي كان يمثل صداعا في رأس المصريين في هذا التوقيت من كل عام لتسببه في حدوث السحابة السوداء التي حرقت صدور المصريين الي ثروة قومية‏..‏ إذ استطاعوا بفضل ابحاثهم ان يصنعوا منه قوة اقتصادية جبارة سوف تدر مليارات علي خزينة الدولة عن طريق اعادة استخدامه في مشروعات عديدة تخدم البشرية‏..‏ الأهرام المسائي في هذا التحقيق تلقي الضوء علي ما أنجزه العلماء المصريون في هذا الصدد لتفتح طاقة نور امام الأجيال
القادمة التي حتما ستستفيد من هذه
المشروعات لتعرف فضل العلماء وتسير علي نهجهم‏.‏ للقش‏..‏ وجوه كثيرة
يقول الدكتور عبدالعظيم طنطاوي نائب رئيس اللجنة الدولية للأرز ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق انه يمكن زراعة عيش الغراب علي بالات قش الأرز المرصوصة بجانب بعضها البعض حيث نبذر التقاوي التي يوفرها معهد تكنولوجيا الأغذية علي البالات المتجاورة ويتم رشها بالمياه ليخرج لنا بعد‏21‏ يوما عيش الغراب في أتم مراحل نضجه‏.‏
ويكمل طنطاوي أن قش الأرز أجريت عليه دراسات عديدة لتدويره وجعله صديقا للبيئة فحاليا يتم استغلاله في صناعة فحم الكوك‏,‏ ومادة السيليكا التي تستخدمها مطابع الحديد لتثبيت الأسياخ بعد تصنيعها فيما يعرف ب القطران‏,‏ أيضا الوقود الحيوي حيث يتم استغلال المخلفات الزراعية بصفة عامة ومنها قش الأرز ويوضع عليها بعض الأنزيمات لتتحول الي كحول الإيثانول ويستعمل كوقود للسيارات وغيرها وهذا ما يحدث في اليابان علي وجه التحديد‏.‏
الزراعة الصائنة للموارد
ويضيف طنطاوي أنه بشكل عام هناك اتجاهات عديدة لاستغلال قش الأرز وجعله صديقا للبيئة‏,‏ يتمثل الاتجاه الأول فيما يعرف ب الزراعة الصائنة للموارد وتعني الزراعة والحفاظ علي الموارد الزراعية من أرض ومياه وأسمدة وتربة في آن واحد‏,‏ فإذا تحدثنا عن قش الأرز تحديدا في تلك النقطة فإليكم هذه التجربة‏,‏ فالقش ثروة يجب استغلالها‏,‏ وعند ضم محصول الأرز يتم ضم القش بطريقة معينة وبارتفاعات واتجاهات معينة ثم تتم زراعة البرسيم مثلا دون حرث الأرض فتجد قش الأرز بعد ريه مرتين قد تحول الي سماد عضوي يغذي التربة وفي الوقت نفسه يوفر مياه الري لأن حرث الأرض يجعلها تستهلك كما أكبر من المياه فضلا عن أن كثافة الحشائش المصاحبة لنمو المحصول ستقل وبالتالي قلة استخدام المبيدات أيضا وكل ذلك دون انخفاض في كمية المحصول الناتج‏.‏
ويؤكد أننا نعاني من فجوة في السماد العضوي والذي يمكن تصنيعه من قش الأرز بسهولة عند رص طبقة من القش وعليه طبقة صغيرة من سماد عضوي‏(200‏ جرام يوريا‏)‏ ثم طبقة قش ثم طبقة يوريا وهكذا حتي تكتمل الكومة من‏4‏ أطنان قش ويتم رشها بالمياه وتركها لمدة ثلاثة شهور مع مراعاة رشها وتقليبها باللودر كل أسبوع طوال المدة المذكورة لينتج لنا في النهاية كما هائلا من السماد العضوي وهذا النوع أكثر استخداما في الجنان والحدائق وينتشر استخدامه في محافظتي الغربية والشرقية ويمكن إمداد الفلاحين به بدلا من حرق قش الأرز‏.‏
علف للماشية
أما الاتجاه الثاني فيتمثل في التصنيع أو التخلص الآمن من قش الأرز‏,‏ ويقول طنطاوي أنه تم إجراء تجربة لتحويل قش الأرز الي علف للحيوانات حيث يتم عمل طبقة أفقية من بالات قش الأرز المكبوسة ثم يتم حقنها بالأمونيا وتتم تغطيتها ليخرج لنا بعد‏21‏ يوما بالتمام علفا للإنتاج الحيواني ويؤكد أنه يصنعه ويستخدمه في مزرعته الخاصة كعلف للماشية‏,‏ ويكمل أن‏4‏ كيلو من قش الأرز‏=‏ كيلو عليقة مركزة تباع في المحلات بمبلغ‏170‏ قرشا‏,‏ وكان السؤال الشاغل وقتها أن وزارة الزراعة لن تستطيع توفير الأمونيا للفلاحين نظرا لقلتها وارتفاع سعرها وهنا نطرح البديل فنقول إذا أذبنا‏5‏ كيلو يوريا في‏100‏ لتر مياه ويتم رش‏4‏ أطنان من القش بهذا المحلول عن طريق موتور المياه الذي يحمل‏600‏ لتر ثم تتم تغطية القش المرشوش بالبلاستيك لمدة‏21‏ يوما سيخرج لنا نفس العلف الذي أنتجته الأمونيا‏,‏ وطبعا تلك التجربة تسد فجوة العلف التي يعاني منها مربو الحيوانات والطيور‏.‏
ويتساءل طنطاوي هل من المنطقي زراعة‏3‏ ملايين فدان برسيم لإطعام‏8‏ ملايين رأس من الماشية في مصر بينما في المقابل نزرع‏2.5‏ مليون فدان قمح فقط ليكفي‏80‏ مليون بني آدم؟؟‏!‏ ويقترح ألا نزرع برسيما بل نستغل الثلاثة ملايين في زراعة القمح بجانب ال‏2.5‏ ونصنع العلف للماشية من القش الناتج بعد جمع المحاصيل كما أوضحنا‏.‏
وعندما طرح الأهرام المسائي فكرة سماد قش الأرز الجديد علي بعض الفلاحين والمزارعين بقري محافظة الغربية والبحيرة لاقت استحسانا كبيرا منهم جميعا معربين عن مدي تأزمهم من أكوام قش الأرز كل عام والغرامات التي تفرضها الدولة علي حارقي القش‏,‏ مرددين ما باليد حيلة لكن طالما يمكن عمل سماد عضوي يوفر علينا مشقة النقل وثمن السماد ويحمي البيئة من دخان الحرق فكلنا مع السماد الجديد‏.‏
منازل قش الأرز
استخدام آخر لقش الأرز ومشروع يفتح آفاقا جديدة أمام الشباب حدثتنا عنه الدكتورة جيهان جرس الأستاذ المساعد بقسم الهندسة المدنية تخصص إدارة المشروعات الهندسية بالمركز القومي للبحوث والتي حصلت مؤخرا علي الجائزة السنوية لأفضل بحث تطبيقي لشباب الباحثين من المركز القومي للبحوث تقديرا لجهودها في رئاسة مشروع قومي يستفيد منه المجتمع وذلك عن طريق بناء منزل اقتصادي صديق للبيئة تصنع حوائطه واثاثه من بالات قش الأرز المكبوسة التي تتميز بقدرتها العالية في العزل الحراري مما يجعلها أكثر ملاءمة للبناء في المناطق الصحراوية والظهير الصحراوي‏.‏ وأكدت أن الفكرة أساسا تم استخدامها وتطبيقها عالميا في البلاد التي تقوم بزراعة الأرز أما نشأتها في مصر فجاءت مع بداية مشكلة السحابة السوداء التي تعاني منها مصر منذ سنة‏1999‏ وفي أكتوبر من كل عام حيث يتم حرق كميات هائلة من قش الأرز في هذا التوقيت وقس علي ذلك حجم المشكلات البيئية والصحية الناجمة عنها‏.‏
كما أوضحت أن هذا المشروع يساهم في التخلص من حوالي أربعة ملايين طن من قش الأرز وقد قمنا بتنفيذ منزل تجريبي في أرض تابعة للمركز القومي للبحوث في محافظة‏6‏ أكتوبر ومساحته‏100‏ متر مربع وهو عبارة عن دور واحد فقط‏,‏ واللافت أن الفكرة لاقت استحسانا من الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي‏.‏
وتشير الي أن المشروع جار تقييمه وسيتم افتتاحه في الفترة المقبلة ولقد نتج عنه العديد من الأبحاث التي تم نشرها في المجلات العالمية مما يؤكد نجاح تجربتنا التي بدأناها منذ ثلاث سنوات من‏2007‏ وحتي‏.2010‏
وأضافت جرس أن المشروع تم تنفيذه بواسطة فريق بحثي مكون من عشرة باحثين من قسمي الهندسة المعمارية والإنشائية‏..‏ مؤكدة أن التكلفة النهائية لمنزل قش الأرز كامل التشطيب الجاهز للمعيشة بكل أثاثه ومرافقه يتراوح ما بين‏50‏ 60‏ ألف جنيه فقط‏..‏ وتري أنه يمكننا النهوض بالبحث العلمي عن طريق ربطه باحتياجات سوق العمل حتي لا تبقي الأبحاث العلمية حبيسة الأدراج‏.‏
العمارة الخضراء
ويقول الدكتور مصطفي علام المسئول عن الناحية الإنشائية للمشروع ان الهدف الأساسي من المشروع هو التخلص من كميات كبيرة من قش الأرز بدلا من حرقها‏,‏ وذلك من خلال بناء منزل اقتصادي صديق للبيئة يدعم مبدأ العمارة الخضراء فضلا عن كونه منزلا سهلا وبسيطا وغير مكلف وبذلك فهو يناسب شباب الخريجين ويمكن لمستخدم الوحدة أن يقوم ببنائها بنفسه بعد تدريب الشباب علي كيفية البناء والاستخدام‏.‏
وأضاف أن هذه الوحدة البنائية لا يستخدم فيها أي خرسانة مسلحة وبالتالي لا يتأثر سعر المنشأ بتفاوت أسعار مواد البناء‏,‏ إلي جانب تميزها بتوفير الطاقة صيفا وشتاء لما لقش الارز من خواص العزل الحراري‏.‏
ويوضح علام أن المنزل بالكامل مصنوع من بالات قش الأرز ونسبة قليلة جدا من تحديد التسليح التي تربط البالات ببعضها البعض‏,‏ كما تم استخدام طوبة قش الأرز الأسمنتية لتدعيم القباب وكذا بعض الطوب العادي‏,‏ أيضا تجد أن أثاث البيت كله مصنع من بالات قش الأرز واستخدمت فيه المحارة والبياض العادي‏,‏ كما أن الأساسات كانت خرسانة عادية وليست مسلحة مؤكدا أنه عند انشاء هذا النموذج روعي توجيهه معماريا ليتسني لمستخدميه الحصول علي أعلي إضاءة وتهوية طبيعية معظم ساعات اليوم‏.‏
توسع أفقي
وعن الجانب المعماري للمشروع يقول الدكتور أيمن الألفي المسئول عن التصميم المعماري للمشروع أن الوحدة تلبي احتياجات شباب الخريجين بأقل تكلفة‏,‏ فهي مكونة من غرفة نوم‏4*4‏ بها مكان مخصص للتليفزيون ودولاب والأثاث كله تم تصنيعه من قش الأرز‏,‏ أيضا حمام ومطبخ ومسطح للمعيشة وآخر للطعام‏(‏ ريسبشن‏).‏ كما تصلح هذه الوحدة البنائية في المنتجعات السياحية فهي عبارة عن دور واحد يصلح للتوسع الأفقي في المنتجعات السياحية والظهير الصحراوي‏.‏
وأضاف الألفي أن هناك ثلاثة أنواع من التغطيات للمنزل وهي القباب والقبوات وكلتاهما مبنيتان من الطوب الأحمر والثالثة هي الأسقف الخشبية‏,‏ مؤكدا أن القباب والقبوات كانت أقل تكلفة من الأسقف الخشبية‏,‏ وأن فكرة القباب والقبوات عموما جاءتنا للتوافق مع حرارة الجو حيث تسمح للهواء الساخن بالارتفاع إلي أعلي القبة ثم يخرج من فتحة موجودة أعلي القباب وبالتالي التخلص من الهواء الساخن‏,‏ كما تم بياض البيت كله من الداخل والخارج كأي منزل عادي‏.‏
وأضاف الألفي أن المشروع سيكتب له النجاح إذا توافرت لدينا مكابس بلدية ومحلية لقش الأرز حيث تخرج البالات منها لتحل محل الطوب في البناء‏,‏ أما الأمر الآخر فيتمثل في إعداد ورش عمل وتدريب الشباب علي كيفية بناء الوحدات بأنفسهم حيث أنها سهلة البناء‏.‏
ومن جانبه يقول الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث ان مشروع منازل قش الأرز تحت التقييم حاليا بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء حتي يتم اعتماده‏,‏ موضحا إنه تم استكمال كافة البيانات والرسومات الهندسية وكافة أوراق المشروع وارسالها لبحوث الإسكان التي وعدت بالرد في غضون شهرين علي الأكثر كي يتم اعتماده وافتتاح المشروع‏.‏
ويبين المهندس سمير سامي رئيس شركة التعمير والاستشارات الهندسية أن بالات قش الأرز يمكن بالفعل أن تحل محل الطوب الأحمر في البناء‏,‏ ويذكر أن الريف المصري في الوجهين القبلي والبحري به بيوت كثيرة مبنية من بالات قش الأرز وأخري من الطين‏,‏ موضحا أن المشروع أكثر من رائع علي الرغم من أنه لا يعلم تفاصيله إلا أنه يشجع علي كل ما يجعل البيئة نظيفة ويدعم العمارة الخضراء‏.‏
وللشباب رأي
وبعرض فكرة المشروع علي الشباب قال محمد عبده بكالوريوس تربية ياريت واستطرد الشقة بمشاريع إسكان الشباب بدون أي تشطيبات تكلف الشاب مبلغ‏65‏ ألف جنيه بينما بيوت قش الأرز مجهزة كاملة بكل المرافق ويتراوح سعرها بين‏50‏ 60‏ ألف جنيه يا بلاش مؤكدا أنه سيكون أول من يقدم علي تنفيذ الفكرة ويطالب بأن يكون من أوائل شباب الخريجين الذين سيتولي المركز القومي للبحوث تدريبهم علي كيفية البناء والتشطيب آملا أن يتحقق هذا في القريب العاجل ليتحقق حلمه بالزواج وعندما سألنا عادل عبد الكريم طبيب بيطري هل يمكن أن تسكن في منزل مصنوع من قش الأرز؟ فأجاب أنه علي استعداد تام لذلك لو أن التجربة أثبتت بالفعل نجاح الفكرة‏,‏ موضحا أن هذا المشروع إذا تم اعتماده فإنه سيرحم الكثيرين من الشباب من رحلة العذاب والكآبة التي نعيشها كل يوم بسبب البطالة وغلو متطلبات الزواج‏,‏ ذاكرا أن العقبة الرئيسية دائما أمام الشاب المقبل علي الزواج هي الشقة وبوجودها يسهل تدبير الباقي‏,‏ وأضاف أن هذا المشروع اذا طبق فهذا أمر لا يصدق وهو يعد أكثر من حلم فالمنزل جاهز وكامل التشطيب بمبلغ‏50‏ ألف جنيه أما سالم محمود مهندس ميكانيكا فيتشكك في أمر انتشار وتعميم الفكرة فهو غير متفائل بقرارات الحكومة‏,‏ موضحا أن كل المشروعات الناجحة التي أنتجها العلماء المصريون في كافة المجالات قوبلت داخل مصر بالرفض بحجج واهية بينما يأخذها الغرب ويعملون بها وتري النتيجة في النهاية في بلدنا المصون صفر‏,‏ لكنه يأمل أن يجد المشروع صدي في مصر لأن به يمكن حل أزمة الزواج في مصر ويحمي الكثيرين من مصائب جمة جاءت مواكبة لعصر الفضائيات والانترنت‏.‏
وتقول سلوي عثمان طالبة بإعلام القاهرة أنها تحلم بأن تعيش في منزل متكامل صحي وآمن بهذا الشكل وطالما تتوافر فيه سبل الحياة وبه كافة المرافق اللازمة للمعيشة مؤكدة أن الفكرة رائعة وأنها لو انتشرت واستخدمت سوف تحمي الأجيال القادمة من أخطار الانفلات الخلقي وفي الوقت نفسه تحافظ علي البيئة نظيفة وبالتالي تقل الأمراض وهذا ما نحتاج إليه في الوقت الحالي خاصة مع المناخ السيئ الذي بدأ يسود مصر منذ عامين‏.‏
أما عالية محمد طالبة باقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة فتؤكد أن كل المشروعات التي تظهر في مصر هي وليدة قرار سياسي فإذا أرادت حكومتنا أن تنقذ الشباب خاصة المقبلين منهم علي الزواج وهم كثر فإنها ستفعل‏,‏ مشيرة إلي أن المستفيدين من عدم تنفيذ المشروع كثيرون أيضا من أصحاب المصالح والمصانع والشركات وكله يقع في النهاية فوق دماغ الشباب الغلبان
وتري سميرة توفيق ربه منزل أن في مصر عقولا عبقرية أهملتهم الدولة حتي أصبحوا مسخا لايضر ولاينفع‏,‏ وتتعجب كيف لمشروع كهذا ان صح ما تقولون أن تهمله الحكومة علي الرغم من أنه يوفر عليها وعلي الشباب الكثير من المال ويخلص البلد من مصدر خطير للتلوث وهو قش الأرز‏,‏ وتذكر أن لديها ولدين تخرجا في الجامعة منذ سنوات أحدهما خطب فتاة يحبها ولكن الحلم لن يكتمل له أو لأخيه أو لمعظم الشباب إلا بشقة جاهزة‏,‏ وتتمني أن ينجح المشروع وأن يترفق المسئولون بحال شبابنا ويسارعوا في إتمام وتعميم واعتماد الفكرة الجديدة‏,‏ آملة أن تري ابنيها في الكوشة قريبا فهذا أقصي ما تتمناه في الحياة‏.‏
الإيكو تورزم
ويقول خبير السياحة البيئية أمير فهيم أن هناك إتجاها عاما عالميا لتبني مفهومي‏(‏ الإيكو تور زم‏)‏ و‏(‏ الأكوا تور زم‏)‏ وتعنيان السياحة البيئية والعلاجية‏,‏ وهي فنادق مبنية من العوامل البيئية فنجد الأكواخ والأخشاب مثلا بدلا من الطوب والخرسانة وتجد الشموع بدلا من لمبات الإضاءة الكهربائية وتجد كل الخامات الطبيعية هي الأساس في أرقي الفنادق المفضلة‏.‏ عالميا بالنسبة للسياح ولكن في مصر وللأسف الشديد لا يوجد سوي فندقين فقط يحملان تلك السمات أحدهما في سيوة اقيم منذ عشر سنوات والأخر في الوادي الجديد نشأ منذ ثمانية أعوام‏,‏ وهناك اقبال كبير علي هذا اللون السياحي‏.‏
ورحب فهيم بمشروع منازل قش الأرز مؤكدا أن التجربة ناجحة ويمكن تعميمها حيث أن المنزل صحي وصديق للبيئة وله قبول عالمي في القري والمنتجعات السياحية لكونه غير مكلف وسهل البناء ويتيح للناس أماكن وفيرة لزيارة الأماكن السياحية المختلفة بالجمهورية فضلا عن السياحة العلاجية والاستشفائية‏,‏ متمنيا أن تتبناها الدولة والمستثمرون الناشطون في هذا المجال حيث أن مشكلتنا في مصر تتلخص في عدم التفعيل لأي مشروع ناجح فكلنا يسمع بصفة أسبوعية عن مشروع أو تجرية أو اختراع جديد وبعد الدراسة والتعب والتطبيق علي أرض الواقع وبعد الإعلام في وسائل الإعلام يموت الحلم ويقتل الأمل وتتراكم المشروعات الناجحة علي الأرفف وكأننا نقول للباحثين اقتلوا الأمل بداخلكم فالعلم لم يعد نورا‏.‏
مشروع استثماري
وتقول نعمة توفيق مدير عام السياحة الصحراوية والعلاجية ومكاتب السياحة بالوجه القبلي في قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة أنه من المفترض أن يقوم أحد كبار المستثمرين المهتمين بالسياحة البيئية بتبني المشروع خاصة في منطقة‏6‏ أكتوبر حيث مناطق اسكان الشباب إلي جانب المنتجعات والفنادق بأفرعها‏,‏ حيث البيئة النظيفة والحفاظ علي المناخ الطبيعي بعيدا عن استخدام المبردات أو التكييفات ومراكز العلاج والمطاعم الصحية‏,‏ وكلها مواصفات توفرها بيوت قش الأرز فضلا عن كونها تخلصنا من السحابة السوداء وتلك أكبر خدمة للبيئة‏.‏
وأضافت أن الاتجاه الآن يسير نحو السياحة البيئية والاستشفائية كنوع من العودة للحياة الفرعونية القديمة غير ملوثة المناخ والتي كانت تتميز ببيئة نظيفة نقية ومناخ صحي‏,‏ حتي أن مقابر الفراعنة صممت أسقفها علي ارتفاعات معينة بها فتحات في أماكن محددة ومدروسة جيدا تعمل علي تحرك التيارات الهوائية من وإلي المكان بحيث تسهل تهويته وتغيير الهواء باستمرار لتنقيته‏,‏ وكل ما نتمناه العودة إلي الطبيعة وكفانا تلوثا للبيئة‏..‏ مرجحة أن يوجه المشروع لمنطقة‏6‏ أكتوبر لأنها بطبيعتها منطقة استشفاء وسيكون لها عوامل الجذب السياحي‏.‏
وتوضح أن منظمة السياحة العالمية ستحتفل يوم‏27‏ سبتمبر المقبل بيوم السياحة العالمي رافعة شعار الحفاظ علي البيئةوسوف يتم تكريم الرواد والمتميزين من أصحاب المشاريع السياحية الصديقة للبيئة‏..‏ وتؤكد أن أي مشروع سياحي يثبت البحث العلمي أنه صديق للبيئة والسياحة الاستشفائية العلاجية فإن هيئة تنشيط السياحة تتبناه فورا وتباركه لأن البيئة النظيفة بلا شك عامل جذب للسياحة العلاجية في مصر وتؤدي لمزيد من التنمية السياحية الوافدة لمصر والنشاط السياحي بشكل عام‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.