"أرز ساخن أو مكرونة فى كيس بلاستيك، ملوخية، بامية، فاصوليا مطبوخة وساخنة وفى كيس بلاستيك، شوربة ساخنة فى كيس بلاستيك"، هذه هى الطريقة التى يتناول بها طلبة المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، ممن اضطرتهم ظروف دراستهم للبقاء خلال فترة الإجازة الصيفية. بعضهم من طلبة كلية الطب، والعلاج الطبيعى، ومن الطلبة الذين يجهزون لمشروعات تخرجهم، ومنهم أيضا من يحصل على تدريب صيفى تابع للكلية. وعندما اشتكى بعض الطلاب من عدم وجود الأوانى التى كان يقدم فيها الطعام، وعدم تقديم الطعام لهم فى المطعم، تم إبلاغهم بأن السبب هو أن مطعم المدينة يجرى به إصلاحات، وأن مشرف التغذية فى المطعم أبلغ الطلاب أنه لا يوجد سبيل آخر لحل هذه المشكلة غير تعبئة الطعام "الساخن" فى الأكياس البلاستيكية. أحمد بديع الطالب ببكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة، ومحمد العربى الطالب أيضا ببكالوريوس الهندسة، يؤكدان على سوء الطريقة التى يحصلان بها على الطعام، وقالا إنه لا توجد أى استجابة لشكوى الطلاب. البعض الآخر من طلبة المدينة لهم رأى آخر.. يقول جون يونان الطالب بالفرقة الرابعة بكلية العلاج الطبيعى "عمال المطعم معذورون لأن أعمال الصيانة تجرى فى المطعم، وحتى لو استخدمنا أوانى خاصة بنا فى نقل الطعام، فهذا يشكل صعوبة كبيرة لأن المسافة بين المطعم وغرف الإقامة بعيدة، والطعام يقدم مرة واحدة فى اليوم، يقدم فيها الغداء والعشاء والفطار معا، فكيف يحمل الطلاب كل هذا الطعام فى الأوانى لذا يسهل عليهم حملها فى الأكياس البلاستيك. د. رضا الشربينى أستاذ صحة الطعام، يؤكد أنه لا يجب أن تقدم الوجبات الساخنة فى الأكياس البلاستيك البيضاء، لأن درجة الحرارة المرتفعة تساعد على انتقال المواد الكيماوية للطعام، وأن الاستمرار فى تناول الطعام بهذه الطريقة، يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بالفشل الكلوى وأضرار كثيرة فى الجسم. الكلام نفسه، أكده طبيب التغذية فى المدينة الجامعية، مضيفاً أن الأكياس البلاستيك تتفاعل مع الطعام الساخن، فتتحول إلى مواد مسرطنة تؤدى على المدى البعيد إلى الإصابة بالسرطان. يذكر أن المدينة تقدم الطعام للطلاب فى أوانى من خلال المطعم الخاص بالمدينة، ولكن بداية من شهر يوليو الجارى بدأت المدينة فى صرف الوجبات فى مكان صغير دون أوانى للطعام، فاضطر الطلاب إلى شراء أكياس بلاستيك لأخذ الطعام بها. والأخطر من ذلك هو أن بعض الطلاب لا يتناول الطعام فى حينه، فيظل الطعام فى الكيس لساعات فيتعرض للفساد ثم يأكله.
