واصل عمال شركة الدلتا الصناعية "إيديال" اعتصامهم حتى ساعة متأخرة من فجر اليوم الاثنين، وسط حصار أمنى ومفاوضات للابتعاد عن نزلة كوبرى أبو وافية فى اتجاه الشرابية. وأصر العمال على التمسك بمطالبهم المشروعة فى الاعتراض على قرار المحكمة الذى صدر أمس الأحد بأحقية مالك الشركة الجديد فى التصرف فى أرض عمال ايديال، التى تقع فى شارع جوزيف تيتو فى منطقة النزهة بجوار ملاهى السندباد بالقاهرة، على الرغم أن العمال هم الذين دفعوا ثمن الأرضى بالخصم من رواتبهم لبناء مدينة سكنية لهم حسب الاتفاق مع إدارة الشركة عندما كانت تابعة لقطاع الأعمال بوزارة الاستثمار إلا أن الدكتور سعد سلام رئيس مجلس إدارة أوليمبك جروب والتى اشترت شركة ايديال، اعتبر أن هذه الأرض تقع ضمن أصول الشركة وقام بوضع يده عليها، والعزم فى بناء مبنى تجارى وإدارى. فوجئ عمال المحالين للمعاش المبكر فى نوفمبر 2006 بإحضار الشركة الجديدة معدات حفر ومواد بناء، لكن العمال تصدوالمحاولات الشركة ونظموا وقفات احتجاجية أمام مبنى محافظة القاهرة، وهو ما أدى لتطور الأزمة ليتمكنوا من وقف جميع أعمال البناء بواسطة شرطة قسم النزهة، حيث تم تحرر بالواقعة واتخذ رقم 63 لسنة 2007 إدارى النزهة "حيازة"، وفى الأمس أصدرت المحكمة حكمها بأحقية المشترى الجديد بالتصرف فى الأرض وهو ما أثار استياء العمال وقرروا تصعيد الموقف ليعتصموا بشارع أحمد حلمى بوسط القاهرة. وفى ساعة مبكرة من فجر اليوم قاموا بقطع كوبرى أبو وافيه المؤدى إلى حى الشرابية من طريق أحمد حلمى، وهو ما أدى لانتشار 6 عربات أمن مركزى وتواجد عدد من رجال الأمن للتفاوض مع العمال لفض الاعتصام والابتعاد عن الطريق تجنباً لإحداث ربكة مرورية تشل حركة وسط القاهرة المزدحمة أصلا بالسيارات والمشاة. و دخلت شركة الدلتا الصناعية الشهيرة ب"إيديال" ضمن الخطة القومية للخصخصة فى يناير 1998، والمؤشرات الاقتصادية أكدت تطور حالة الشركة فى السوق المصرية إلا ان هذا التطور لم يمنع انتهاك حقوق عدد من العمال. كان العمال قد نظموا وقفات احتجاجية أمام مبنى محافظة القاهرة رفعوا فيها لافتات ضد سعد سلام، رئيس مجلس إدارة الشركة، كتبوا عليها: "مصيت دماء عمال إيديال وعملت بنك الطعام لتتصدق على الأرامل والأيتام". وأكد العمال أن تغيير معالم قطعة الأرض يستهدف تضليل الخبراء المكلفين بالفصل فى النزاع القائم بين العمال وشركة أوليمبيك جروب، وذلك فى مساحة تبلغ ثلاثة أفدنة تم تخصيصها لعمال الشركة بقرار من محيى الدين أبو علم، الرئيس السابق لشركة إيديال، وسدد العمال ثمنها على مدار عشرين سنة من أرباحهم وحوافزهم وعلاواتهم. وعلم اليوم السابع أن قطعة الأرض الدائر حولها الخلاف سيقوم رئيس مجلس إدارة أوليمبك جروب ببناء مستشفى استثمارى عليها، خاصة بعد صدور الحكم القضائى الذى يسمح له بذلك. وردد العمال عديد من الأقاويل حول سعد سلام من أن ثروته تبلغ 60 مليار جنيه وأنه يتحكم فى البورصة وهذا ما ساعده على الحصول على الأرض بالقضاء، وأنه يهدد العمال بمعارفه وعلاقاته بضباط من أمن الدولة. وكان عمال الشركة قد طلبوا من أحمد كامل سكرتير عام محافظة القاهرة تسليمهم المستندات التى تؤكد ملكيتنا للأرض أو حتى الاطلاع عليها إلا أنه رفض بشدة.