قالت جماعتان حقوقيتان اليوم الثلاثاء، إن قوات الأمن ينبغى أن تبذل مزيداً من الجهد لحماية المسيحيين فى خضم الاضطرابات التى تتعرض لها مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، مشيرتين إلى مقتل أربعة منهم على أيدى حشد غاضب قرب الأقصر فى جنوب البلاد. ويمثل المسيحيون حوالى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة، يشكون من التمييز منذ عشرات السنين، لكن التوترات والهجمات الطائفية زادت بشدة فى عهد مرسى الذى انتخب رئيساً قبل عام فى أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك فى عام 2011. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه بعد يومين من عزل مرسى فى الثالث من يوليو تعرض أربعة مسيحيين للضرب حتى الموت على أيدى حشد غاضب دمر كذلك ما لا يقل عن 24 عقاراً مملوكاً للمسيحيين فى قرية نجع حسان بالقرب من الأقصر بعد العثور على مسلم ميتاً. وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الشرطة فى المنطقة "لم تتحرك وتقاعست عن التدخل" أثناء تعرض أكثر من 100 من منازل المسيحيين للهجوم ونهب عشرات منها وإشعال النار فيها. ونقلت الجماعتان عن شهود عيان قولهم إنهم توسلوا للشرطة والمسئولين المحليين أن يتدخلوا لكن دون جدوى. وقالت منظمة العفو الدولية إن النيابة العامة فى الأقصر تحقق فى الهجوم وإن ما لا يقل عن 18 رجلاً احتجزوا، ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الجيش للتعليق على الانتقاد الموجه لقوات الأمن، واليوم الثلاثاء عطلة رسمية فى مصر. وقالت هيومن رايتس ووتش، إنها سجلت ما لا يقل عن ست هجمات على المسيحيين فى أنحاء مصر منذ عزل مرسى. وخشى كثير من المسيحيين من صعود مرسى وجماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، وأيد بابا الأرثوذكس تواضروس الثانى علناً عزله، حيث كان واقفاً مع الزعماء الآخرين بجوار الفريق عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة عندما أعلن ذلك. وقالت هيومن رايتس ووتش، إن الشرطة لم تتدخل بفاعلية إلا فى هجوم واحد على المسيحيين. وقال نائب المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى هيومن رايتس ووتش نديم حورى "ينبغى للحكومة المصرية إعطاء أولوية لإنهاء العنف الطائفى وإلا خاطرت بأن يفلت زمام هذه المشكلة المميتة". وقالت منظمة العفو الدولية، إن قوات الشرطة فى نجع حسان أجلت بعض النساء والأطفال من بيت حاصرهم فيه متظاهرون غاضبون لكنها تركت ستة رجال فى البيت "بعد أن طالب الحشد ببقاء الرجال على ما يبدو"، وأضافت أن أربعة من الرجال الستة تعرضوا للطعن أو الضرب حتى الموت فى وقت لاحق. وتعهدت حكومة مرسى عندما كانت فى السلطة بحماية الأقليات لكن الإخوان المسلمين انتقدوا بشدة تأييد البابا تواضروس لعزله وبدت مشاعر معادية للمسيحيين فى مظاهرات أنصار مرسى، ولم تتحدث السلطات التى جاءت بعده كثيراً عن الاعتداءات على المسيحيين.