تتناول دراما شهر رمضان هذا العام شكل رجل الدين، حيث انعكس على الواقع الذى نعيش فيه من خلال صعود التيارات الإسلامية للحكم وظهورها المتكرر على الساحة السياسية على الدراما هذا العام، حيث أراد صناع هذه الأعمال عدم الانفصال عن الواقع من ناحية، ومن ناحية أخرى أراد صناع الدراما تحدى التيارات الإسلامية المتشددة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين من خلال تناول شخصية رجل الدين وكشف الستار عنها وعن حياتهم التى لا نعرف عنها سوى ظهورهم فى البرامج التليفزيونية فقط. ومن أبرز هذه المسلسلات مسلسل «الداعية» الذى يقوم ببطولته هانى سلامة، حيث يجسد من خلاله شخصية رجل الدين الداعية «على الطريقة الشبابية» فهو الداعية الذى يقدم برامج دينية ويعظ الناس وفى نفس الوقت يرتدى جينز وكاجوال، ويكشف المسلسل عن تناقض فى شخصية «يوسف» الذى يرفض الاعتراف بوالده، وقرر أن يتبرأ منه ويمنع أشقاءه من زيارة والدهم، وهناك جانب متشدد فى شخصية «يوسف» الذى يحرم سماع الموسيقى على أشقائه، وتكشف حلقات المسلسل أنه سيقع فى حب «نسمة» أو بسمة عازفة الكمان فى الأوبرا ويبدأ صراعه مع نفسه. وأيضا يتناول المسلسل نفسه شخصية رجل الدين المعتدل من خلال أحمد فهمى، فهو رجل دين يخطب فى المساجد ويرفض أفعال «يوسف» ويراه منافقا ويتاجر بالدين، من خلال ظهوره على القنوات الفضائية كداعية مقابل الملايين. أما فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» فيتناول السيناريست وحيد حامد مدى تأثير شخصية رجل الدين على المجتمع الذى يعيش فيه حيث يعتبره أهل منطقته الرجل الأصلح والأتقى، وكلامه يؤخذ به دائما، فمن المعروف عن الطبقة الفقيرة التى تعيش فى الأحياء الشعبية أنها تنخدع دائما باللحية و«زبيبة الصلاة» دون النظر إلى داخل الشخص صاحب اللحية وهذا الدور يقوم به الشيخ «شفيع» الذى يجسد دوره أحمد حلاوة فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» والذى يلجأ له أهل منطقته فى كل كبيرة وصغيرة حتى إنه يتحكم فى مصير من يتبعه مثل «معتمد» الذى يجسد دوره وليد فواز، حيث يحاول أن يبعده عن قراره بالزواج من حورية فرغلى ويقرر له ماذا يفعل فى حياته. أما شخصية «معتمد» التى يجسدها وليد فواز، فى مسلسل «بدون ذكر أسماء» فهى تمثل الخلايا النائمة فى التيارات الإسلامية، وتفضح مدى شهوانية بعض من هذه الفئة من التيارات التى تنظر للزواج على أنه إرضاء لرغبات جنسية فقط. وفى مسلسل «اسم مؤقت» يظهر صبرى عبدالمنعم فى شخصية رجل الدين السياسى الذى يتاجر باسم الدين فى سبيل الحصول على منصب سياسى، فهو مرشح للرئاسة تحت شعارات دينية، وفى نفس الوقت يبيح لنفسه استخدام جميع الأساليب النظيفة وغير النظيفة للحرب مع باقى المرشحين، حيث يقرر أن يرسل فتاة ليل لأحد المرشحين ويصورهما فى وضع مخل بالآداب ويستخدم الفيديو ضد منافسه. وأبدع الفنان بيومى فؤاد فى تجسيد دور رجل دين وداعية إسلامى فى مسلسل «موجة حارة»، وفى مسلسل «العراف» يجسد الفنان محمد عبدالحافظ دور رجل دين متطرف أقرب للإرهابى فهو ينتمى لأحد التيارات الإسلامية المتشددة ويكشف المسلسل مدى تأثير آراء ومعتقدات هذه الجماعات على المجتمعات الجاهلة، وكيف يستغلون جهل الناس وفقرهم وقلة حيلتهم للوصول إلى أغراضهم. وعلى النقيض تماما يجسد النجم نور الشريف فى مسلسل «خلف الله» دور رجل الدين الذى لا يحمل أى أغراض دنيئة وراء تدينه وهدفه الوحيد هو مساعدة الناس، ويعمل على شفاء الناس من اللمس والسحر والمس وكونه رجلا صالحا لا ينظر إلى المال، ولكن دائما يفعل الخير للناس دون مقابل.
