سبعة مرشحين يتنافسون مع فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى للفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، الذى يعلن فى أكتوبر المقبل، وهم مرشحة النمسا بينيتا فيريرو فالدنر، ومرشحة الإكوادور إيفون أ.باقى، ومرشحة بلغاريا إيرينا بوكوفا، ومرشحة ليتوانيا إنا مارشيوليونيته، ومرشح بنين نورينى سيربوس، ومرشح روسيا الكسندر فلاديميروفيش، ومرشح تنزانيا سوسبيتر موهونجو. ويحتاج حسنى إلى 30 صوتاً من أصل 58 دولة تمتلك حق التصويت منها 20 صوتاً، "7 دول عربية و13 دولة أفريقية"، حسب تصريحات الوزير مضمونة خصوصاً بعد انسحاب المرشح الجزائرى لصالح المرشح المصرى، إضافة إلى مؤتمر القمة الأفريقية الأخير، الذى أكد على ضرورة الالتزام بتأييد المرشح المصرى رغم وجود مرشح بنين سيربوس ومرشح تنزانيا موهونجو. حسنى يرى، أن المنافسة تكاد تنحصر بينه وبين مرشحة النمسا بنيتا فالدنر وزيرة الخارجية السابقة، ومفوضة الاتحاد الأوروبى للعلاقات الخارجية، باعتبار أنها تتمتع بشخصية قوية ولها تاريخ سياسى طويل. الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب من خلال علاقاته باليونسكو والمثقفين فى العالم يقدم قراءة للمرشحين من خلال سيرتهم الذاتية، حيث يعتبر أن مرشحة النمسا هى المنافسة الأهم للوزير حسنى، مشيراً إلى أن ما يحدد قيمة المرشح ليس وظيفته فى الدولة، وإنما ثقله على المسرح الدولى. ويشير سلماوى إلى أن مرشح روسيا ألكسندر فلاديميروفيتش نائب وزير الخارجية الروسية ليس له هذا الثقل، وهو يهودى رشحه اليهود فى اللحظات الأخيرة، فى محاولة لضرب فاروق حسنى، وليس له قوة المرشح المصرى. أما عن فرصة مرشحة الإكوادور، وهى من أصل لبنانى، فيعتبر سلماوى التأييد المعلن من قبل معظم دول أمريكا اللاتينية يضعف من حظوظها، كما يرى أن باقى المرشحين بما فيهم الأفارقة حظوظهم قليلة فى الوصول للمنصب الرفيع. المرشحة النمساوية من وجهة نظر سلماوى لها علاقات قوية فى العالم، ولكن رغم ذلك عليها عدة مآخذ أولها أنها خالفت اتفاقاً غير مكتوب اليونسكو بأن الدور على العالم العربى لتولى هذا الموقع، ورشحت نفسها فى اللحظات الأخيرة، وبالتالى هذا أدى إلى تمسك دول العالم الثالث بمرشح مصر ضد فكرة أن أوروبا تحصل على كل شىء. من المآخذ التى يعتبر سلماوى أنها تؤثر على فالدنر بالسلب، أنه لا علاقة لها بالثقافة والإعلام والتعليم والعلوم، وهى المواد التى تختص بها منظمة اليونسكو، إضافة إلى أنها عضو بحزب "هايبر" السياسى النمساوى الذى اتهم بالعنصرية، وعندما فاز فى الانتخابات قالت أوروبا إنها لن تتعامل مع النمسا لو شكل هذا الحزب الحكومة، إضافة إلى أنها لم ترشح نفسها باتفاق أوروبى، وبالتالى لا تمثل أوروبا، وإنما تمثل نفسها فقط، بما يجعل فرص حسنى هى الأوفر حتى هذه اللحظة إذا لم يجد فى الأمر جديد. الكاتب شريف الشوباشى يتحدث عن خبراته من خلال العمل باليونسكو قائلاً، أنا عملت باليونسكو لمدة خمس سنوات، وحضرت أهم انتخابات فى 1985، والتى فاز فيها المرشح الإسبانى مايور، وكان مرشحاً وقتها السنغالى أحمد مختار امبو، الذى رفضته أمريكا والتى يعتبر تأثيرها حاسماً فى انتخابات اليونسكو، خاصة أنها تتحمل 25% من تمويل المنظمة، مشيراً إلى أن موقف أمريكا من حسنى غير واضح حتى الآن، وفى حالة تأييده من قبلها، فيتوقع "الشوباشى" الفوز الحاسم لحسنى بغض النظر عن أى مرشح آخر. ويعتبر الشوباشى، أن المنافسة تنحصر بين الثلاثى مرشح مصر ومرشحة النمسا ومن ورائهما مرشحة الإكوادور، مشدداً على أنه لا شىء مضمون قبل الانتخابات، وكل ما يحدث من إعلان هذه الدول تأييدها لهذا المرشح أو ذاك ليس دليلاً على الدقة لأنه، كما يقول الشوباشى، تحدث مفاجآت مذهلة فى الغرف المغلقة وقت التصويت. سلماوى يرى من خلال قراءته للمشهد الآن، أن الأمور تصب فى صالح حسنى، خاصة مع إعلان الدول الأفريقية والعربية تأييدها لها والتى يبلغ عدد أصواتها 20 صوتاً، إضافة إلى أكثر من 7 أصوات من أمريكا اللاتينية وأوروبا، بخلاف أصوات الهند وتايلاند والصين التى أعلنت تأييدها للمرشح المصرى. المعركة الحقيقية يراها سلماوى الآن فى أن المعركة قد لا تحسم من الجولة الأولى، أى بالحصول على 30 صوتاً، وإنما قد يتم فى الجولة الثانية، وبالتالى لابد لفوز المرشح المصرى من الاتفاق من الآن مع المرشحين الصغار عندما يخرجوا من الجولة الأولى على أصواتهم وعلى من يقف معهم.