سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الدولة لشئون خارجية الإمارات فى مقاله بفورين بوليسى: إسقاط الإخوان نقطة تحول بالمنطقة لمواجهة الطائفية وتمكين المرأة.. المصريون أثبتوا أن الإسلاميين لا يمكنهم قمع إرادة شعب
قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية فى الإمارات، إن رفض المصريين لحكومتهم الإسلامية يمثل نقطة تحول ليس فقط لمصر وإنما للمنطقة، وقال فى مقاله بمجلة فورين بوليسى، إن الشعب المصرى أوضح أن الإسلاميين لا يمكنهم قمع الإرادة الشعبية ورغبتهم فى الاعتدال والتسامح، وأشار إلى أن الثورة المصرية الثانية فرصة للمعتدلين فى المنطقة الذى ينبغى عليهم استعادة زمام المبادرة. وأضاف قرقاش " مثلما يمثل الربيع العربى صوت الشعوب التى تتوق إلى الكرامة والتغيير، فإنه يدعو إلى التسامح الذى غرق وسط العنف المتزايد والطائفية والدور الغامض للجماعات الإسلامية وتنامى التدخل الأجنبى من قبل معتدين إقليميين، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة "، وتابع أن " ثورة 30 يونيو جاءت لتؤكد على ضرورة رعاية صوت الاعتدال واحترام الآخرين. لذا لابد من دعم عاجل للمعتدلين فى مصر للحيلولة دون مزيد من استغلال الربيع العربى من قبل الإسلاميين ". وأشار قرقاش إلى أن مساعدات دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر والتى تبلغ 3 مليارات دولار، هى مجرد بداية، إذ أننا بحاجة إلى برنامج من ستة أجزاء لصياغة أجندة سياسية جديدة معتدلة للمنطقة، موضحا أن البرنامج يتضمن أولا مواجهة السياسات الطائفية التى لا تؤدى سوى للانقسام سواء الانقسامات الخطيرة بين الشيعة والسنة أو داخل السنة، هذا بالإضافة إلى اضطهاد المسيحيين وغيرهم من الأقليات، بتشجيع من أولئك الذين يرون أن مصلحتهم السياسية فى إثارة مثل هذه التوترات. وشدد أننا بحاجة إلى الوقود بحزم لدعم مبادئ التسامح الدينى والتعددية. وقال: "يتحتم علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمنع الجماعات المتطرفة من استغلال الفراغ السياسى الناشئ للإستيلاء على السلطة وترسيخ التوترات. لذا يجب تقديم الدعم لأصوات المعتدلين ومساعدتهم على بناء مؤسسات قوية ومختصة كبديل للوعود الشاغرة لجماعات الإسلام السياسى". وتابع: "وكجزء من مواجهة المتطرفين، فإننا بحاجة لمضاعفة التزامنا بتمكين المرأة. علينا أن نعيد تأكيد حق كل فتاة فى التعليم، وتمكين المرأة من لعب أدوار قيادية فى الحياة العامة والسياسية وحمايتها من العنف والقمع من قبل أولئك الذين يدعون التدين الكاذب". ويضيف أنه لا يمكن أن يكون هناك أى قوة سياسية معتدلة فى الشرق الأوسط دون أن تكون النساء فى مركزها. وأضاف: "لابد من البحث على نحو عاجل فى حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالمتطرفون يستغلون شعور الفلسطينيين، المشروع بالغضب، لكسب التأييد لقضاياهم غير المشروعة". وقال:" البلدان الضعيفة والحركات الثورية تواجه خطر كبير من التأثير بالقادة المتطرفين فى بلدان أخرى، لذا يجب مساعدة هذه البلدان والحركات للتعامل مع مشكلات مثل الضغوط المتزايدة الناجمة عن اللاجئين أو العمل بشكل حاسم مع الشباب الذين عرضة للتطرف نتيجة سفرهم للقتال فى سوريا. لذا يجب على المجتمع الدولى أن يبعث برسالة واضحة وموحدة للحكومات المتطرفة بالامتناع عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى وإما المخاطرة بالعزلة أو مزيد من العواقب". وأخيرا، يقول وزير خارجية الإمارات، فإنه إذا كنا تعلمنا أى شئ من مصر والتحولات فى المنطقة، فإن نشر أيديولوجية ليس بديل لخلق الفرص. ويوضح أننا بحاجة إلى بذل جهود عاجلة ومنسقة لتوفير التعليم وخلق فرص العمل وبناء الطموح. فالشباب فى حاجة للشعور بالهدف، لكن البطالة والفقر المتفشين يضعفا الرسالة ويوفر وقود التطرف. ويضيف أن الجماعات المتطرفة تفترس هذه الثغرات، لذا يجب التركيز على تعزيز الشباب والإستثمار فى التعليم والرعاية الصحية وتهيئة الظروف لتكون الناس قادرة على بناء حياة أفضل لأنفسهم. ويخلص بالقول أن هذه هى ركائز نجاح المعتدلين فى المنطقة. ولكن فى حين ان بناء هذه الركائز يستغرق وقتا طويلا، فإن مصر بحاجة إلى مساعدتنا الآن. فالمساعدات الخارجية هى مجرد بداية، ولكن الحكومات الفعالة التى توفر الخدمات اللازمة لمواطنيها وتعزز النمو الاقتصادى هى الأمر الحاسم لاستقرار طويل الأمد.