ذكرت صحيفة "جمهورى إسلامى" الإيرانية أن عزل الرئيس محمد مرسى لا يعنى فشل شخص واحد بل هو فشل مدوى لتنظيم الإخوان المسلمين على الصعيد السياسى وإدارة البلاد، لافتة إلى أن ما حدث مهم لأن الإخوان فى العالم العربى والإسلامى لديهم أتباع كثيرون. والآن فشلت أول تجربة لحكومة الإخوان فى مسقط رأسها أى مكان مؤسسها حسن البنا، وهو ما جعل أحزاب الإخوان فى العالم العربى تمنى بالفشل والإحباط الشديد، ورأت الصحيفة، أنهم بدلا من أن يسعوا لمد نفوذهم فى البلاد يجب أن يجيبوا على هذا السؤال: لماذا لم تستمر الإخوان المسلمين رغم تاريخهم الذى يمتد إلى 80 عاما فى ميدان النضال السياسى والثقافى؟، ولماذا لم تستمر حكومة الإخوان فى مسقط رأس مؤسسها حسن البنا أكثر من عاما واحد، وتم عزلها بأسوء شكل من جانب الشعب؟. ورأت الصحيفة أن السبب هو احتكار الإخوان للحكومة أنها لم تحسب حسابا للآخرين، ومصاحبتهم للمتطرفين، والتدخل فى شئون سوريا ودعم الإرهاب التكفيرى وإعلانهم للإطاحة بالحكومة القانونية فى هذا البلد، وتحريض الأتراك على دعم المحتجين المناهضين للحكومة السورية ودعمهم لسياسة أردوغان الانحرافية – حسب قول الصحيفة-، ومصاحبتهم لإسرائيل فى سياساتها المناهضة للإسلام، وتواصل علاقتهم بهذا الكيان وكتابة رسائل الحب والمودة بين مرسى وشيمون بيريز، وبيع للغاز له، بالإضافة إلى أن مرسى بدلا من أن يصحح ما قام به النظام السابق استمر فى طريق مبارك. وتابعت الصحيفة، رغم محاولات "الإخوان" لعودة المعزول إلا أن دعم شيخ الأزهر والبابا تواضروس وقيادات الأحزاب المعارضة والشعب ستجعل محاولاتهم تبوء بالفشل. وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى ما اسمته "توابع سقوط مرسى والإخوان" مضيفة أن توابع سقوطه ستظهر فى سوريا فى تغيير وضع سوريا، وأشارت إلى دعم الإخوان فى مصر للثوار والمناهضين للحكومة السورية. وقالت إن "التكفيريون" فى سوريا كانوا يتلقون أوامرهم من المتشددين مصر، بالإضافة إلى دعم الإخوان المالى للتكفيريين والمتمردين فى سوريا، وقالت: والآن مصر لديها سياسات مختلفة، وتنتقد سياسة مرسى والإخوان المناهضة لسوريا، لذا فمن الطبيعى أن يفقد الإخوان فى سوريا والمحتجين جزءا من دعمهم". وقالت إن فشل الإخوان سيؤثر على تونس وليبيا والمغرب والأردن والكويت والإمارات، وأن الحركات والنهضات غير الإخوانية ستتنفس الصعداء، وقالت: "فى الحقيقة أن الإخوان بعد أن صعدوا للسلطة فى مصر اختاروا طريق خنق الثورات الشعبية فى العالم العربى وسد مسيرة الصحوة الإسلامية، وعلى عكس التحليلات الغربية سقوط مرسى لا يعنى فشل الإسلام السياسى بل يعنى فشل المسلمين المتطرفين".
