ينصح الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، الإنسان بضرورة أن يكون غير متوتر ومندفع عند التعامل مع أعدائه، وذلك بضبط نفسيته والسيطرة على ردود أفعاله السلوكية عندما يرى عدوا له أو زميل له فى العمل يتعمد مضايقته طوال الوقت، أو شخص ما يكن العداوة له، بل يتقرب منه بشكل مباشر. والتعامل الأمثل الذى ينعش نفسية الإنسان هو قدرته على التقرب أكثر لعدوه وعدم الابتعاد عنه لمجرد أنه عدو، والتعامل معه بشكل واضح لا تزييف فيه، ويؤكد العلماء أن هذه الطريقة فى التعامل تحول العدو إلى موقف الدفاع لا الهجوم، وتجنب الشخص صراعات متوقعة بينه وبين عدوه، بل أنها قد تقرب وجهات النظر ويكتف الشخص فى بعض الحالات خطأ اعتقاده فى عدوه، وقد تجعله أكثر معرفه بنقاط الضعف والقوة لديه. ويتوقف بالتدريج الأعداء عن مهاجمة الشخص. وبالتالى يحول الشخص نفسية عدوه بالتدريج إلى ناحية إيجابية لم يكن ينتوى الذهاب إليها مما يؤدى إلى تغيير رد الفعل السلوكى الذى ينتهجه. ولكن هذا الابتعاد وهذه الضغينة التى ينتهجها كل شخص وعدوه من شأنها أن تؤثر وتحدث اضطرابا واضحا فى نفسية الإنسان وتجعله متوترا لوجود عدوه فى نفس المحيط، وقد تدفعه إلى القيام ببعض الأفعال اللاإرادية وغير العقلانية لمحاولة تنفيس طاقة الغضب السلبية تجاهه، وهو ما يرهق الشخص كثيرا لا جدال فى ذلك.