انتاب الخوف والقلق العديد من المواطنين إثر الإعلان عن اكتشاف حالات لمرض الطاعون فى ليبيا وبالتحديد فى منطقة طبرق أقرب المناطق الحدودية مع مصر، وزاد الخوف ليصل إلى مرحلة الرعب إثر الإعلان عن انتقال المرض عبر الفئران والقوارض، مما دفع العديد من الشركات والأفراد لركوب الموجة ومحاولة التربح من خوف الناس من وباء الطاعون. بدأت هذه الشركات فى ممارسة نشاطها والترويج لمنتجاتها من خلال إعلانات أرفقتها بالصحف مع وضع عناوينها وأرقام هواتفها، وحسب أحد الإعلانات التى حصل اليوم السابع على نسخ منها: "تعيش فى راحة تامة ونظيفة وخالية من الحشرات ومعهم وحسب الإعلان أيضا لا داعى للتوتر والقلق" واشتدت المنافسة بين الشركات فى طريقة عرض منتجاتها وطرق المكافحة والرش والأسعار، فالبعض منها وضع تسعيره ثابتة لأية شقة وهى 150 جنيها والبعض الآخر يخصم 10%. اليوم السابع أجرى اتصالات بهذه الشركات لتكشف حقيقة ما تقوم به وهل هى فعلا مكلفة من وزارة الزراعة بذلك أم لا؟.. فمع الاتصال الأول بإحدى هذه الشركات تبين أنها تستخدم مبيدات وسوائل مجهولة الهوية والاسم وهو السؤال الذى طرحناه لمعرفة أى الأنواع يتم استخدامها، لتكون الإجابة أن الشركة تشترى المبيدات الخاصة بالمكافحة من وزراه الزراعة دون أن يذكر اسمها وأنها مواد ألمانية مستوردة وشديدة الفعالية ولا أضرار على الإنسان منها. شركه أخرى عند سؤالها عن كيفية مكافحة الفئران والحرزان والعرس ادعت أنها قادرة على إبادة الفئران بطريقة آمنة وإجبار الفأر على الموت خارج المكان وفى الطرقات وأكدت أن الأقراص المستخدمة تصيب الفأر بالاختناق وتجعله لايقوى على الاستقرار أسفل الأثاث، كما ادعت أنها تستطيع أن تجعل الفأر يموت دون أن يتعفن بواسطة مادة (سايبر) أو عن طريق استخدام نوعين من الأقراص، قرص منها يقتل والنوع الآخر من أجل الحماية وسعره عشرة جنيهات، والاسم التجارى له "الطعوم". أحد المواطنين ممن تعرضون لما أسماه بالنصب، أكد أن هذه الشركات تضع فى إعلانتها عناوين وهمية، حيث أكد أن إحدى الشركات قامت برش ومكافحة الفئران فى منزله بحجة القضاء على الفئران كإجراء احترازى للإصابة بالطاعون من خلالها، ولكن عندما ظهرت هذه الحيوانات مرة أخرى بالمنزل حاول الوصول إلى العنوان المكتوب بالإعلان ولكنه فشل فى الوصول إليه واكتشف أن العنوان وهمى ولا وجود له وذلك. وزارة الزراعة نفت أن تكون قد أصدرت تصريحات لأية شركات لمكافحة هذه القوارض فى المنازل، وهو ما أكده مصدر بهيئة الخدمات البيطرية، وكذلك ما أكده الدكتور محمد توفيق مدير عام مكافحة الآفات والحشرات بالوزارة، مؤكدا أن ما تقوم به هذه الشركات هو نوع من النصب العلنى. وأشار توفيق فى تصريحاته لليوم السابع أن إدارة المكافحة بالوزارة ليست مسئولة عن مكافحة الحشرات فى المنازل حتى تقوم بتكليف شركات للقيام بهذه الأعمال، وطالب بضرورة أن يتوخى المواطنون الحذر ممن أسماهم "بالنصابين باسم وزراه الزراعة". ونفى توفيق فى تصريحاته لليوم السابع أن تكون هذه الشركات قد تعاقدت مع الوزارة لشراء مبيدات للمكافحة، مؤكدا أن وزارة الزراعة عندما تقوم بذلك فهى تقوم به بنفسها دون تكليف لأية شركة خاصة.
