انتقد خبراء معهد التخطيط القومى قرار الحكومة بالتخلص من الخنازير سواء أكان بالذبح أو الإعدام، خلال الندوة التى عقدت أمس، الاثنين، بمقر المعهد حول الآثار الاقتصادية لمرض أنفلونزا الخنازير. وأكدت الدكتورة سحر البهائى الخبير بمركز دراسات الاستثمار وتخطيط المشروعات بالمعهد، أنه من المتوقع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خلال الفترة القادمة، خاصة أن 70% من سكان أوروبا وأمريكا وجنوب آسيا يعتمدون على لحوم الخنازير، وبالتالى سيتجهون للحوم البديلة، مما سيرفع أسعارها. وأضافت البهائى خلال عرض دراسة لها فى الندوة، أن شراء مصنعات اللحوم مثل اللحم المفروم والسجق والهمبورجر توقف تماما، بسبب الخوف من اختلاطها بلحم الخنزير، كما أن أسعار الأسماك ارتفعت بنسبة 33%. وأشارت إلى أن حركة الصادرات والواردات المصرية يتوقع تأثرها بالمرض، بسبب رفض الهيئة العامة للخدمات البيطرية إصدار أية موافقات جديدة لاستيراد شحنات أمعاء الخنازير التى تستخدم فى تصنيع خيوط العمليات الجراحية، كما تم إيقاف استيراد شعر الخنزير المستخدم فى صناعة فرش الحلاقة وفرش الدهانات، حتى يتم تشكيل لجنة علمية من الخبراء للتأكد من انتقال أى فيروسات تصيب الخنازير عبر هذه المنتجات. وتوقعت البهائى مع ظهور المرض فى مصر أن تتأثر الصادرات المصرية سلبا خوفا من انتقال الفيروس عبر المنتجات المصدرة. وأكدت أن إجمالى إنتاج مصر من لحوم الخنازير يبلغ 200 طن سنويا، 90% منها للمصريين فى الداخل، و10% فقط للفنادق، وذلك على عكس ما يشاع من أن معظم الإنتاج موجه للفنادق. من ناحية أخرى أكد الدكتور على نصار المستشار بالمعهد أن معالجة الأزمة فى مصر غير كافية، مشيرا إلى قصور الأبحاث فى مصر حول أى أزمة، وعدم وجود استشراف صحيح للأوضاع فى المستقبل. وانتقدت الدكتورة إيمان الشربينى الأستاذ بمعهد البحوث، غياب دور الجمعيات الأهلية فى مواجهة المرض، قائلة إن مربى الخنازير الذين قذفوا الشرطة بالحجارة اعتراضا على قرار الذبح "خوفا على أكل عيشهم" لهم الحق، وكان على الجمعيات الأهلية توعيتهم. الدكتورة سعاد الديب رئيس جهاز حماية المستهلك، قالت إن الخوف من الخنازير ليس فى محله، لأن المرض لا ينتقل عبر الأكل، منتقدة فى الوقت نفسه غياب الشفافية فى عرض المعلومات، خاصة أنه ليس هناك تنسق جيد ولا إمكانيات مادية، مما أوجد حائلا بين الحكومة والمواطنين. الدكتور خضر أبو قورة أستاذ الاجتماع بالمعهد، انتقد بشدة قرار ذبح الخنازير، وقال إن بطالة العاملين بالحظائر والزبالين أخطر بكثير من بطالة الشباب المتخرج من الجامعة، وسينتج عنها كوارث.
