فصل دموى جديد تشهده الساحة الصومالية بعد اغتيال وزير الأمن القومى الصومالى العقيد عمر حاشى آدم، ويعد الحادث الانتحارى الذى هو الأول من نوعه تشهده هيران، إيذانا بانتقال الأوضاع المتفجرة أصلا فى الصومال إلى مرحلة أكثر دموية حسبما صرح المحلل الصومالى الكبير "عابى فارح" لليوم السابع، والذى لفت إلى أن هذا العدد الكبير من ضحايا الحادث الذين من بينهم وجهاء وشخصيات سياسية معروفة لها وزنها فى الصومال وفى المحافظة، مسرح الجريمة، لا يمكن أن يمر بدون رد سريع من جانب مؤيدى الحكومة المركزية والمحاكم الإسلامية الموالية لها، وخاصة أن تنظيم شباب المجاهدين الإرهابى قد تبنى العملية على لسان الناطق الرسمى باسمها شيخ محمود على طيرى. وأشار إلى أن الحادث سيكون بمثابة ضغط متزايد على المجتمع الدولى كى يتحرك بصورة أكثر فاعلية تجاه دعم الحكومة الشرعية واتجاه مكافحة قوى الشر والإرهاب فى الصومال. وأضاف فارح أن حادث التفجير يحمل بصمات القاعدة بلا جدال وهو ما يؤكد بلا ما يدع مجالا للشك، لجوء عناصر كثيرة من القاعدة والإرهابيين المتعاونين معها إلى الصومال فرارا من الهجمات الموجعة للقوات الأمريكية والحكومة الباكستانية ضد معاقل القاعدة وطالبان فى المناطق الحدودية الباكستانية مع أفغانستان، وفى داخل المناطق القبلية فى باكستان. ويذكر أن القاعدة كانت مهتمة منذ فترة بإيجاد ملاذ آمن لها فى الصومال الذى يعيش حالة تفكك منذ انهيار حكومته المركزية القوية لسياد برى فى مطلع عام 1991. وكان حاشى قد لقى مصرعه بواسطة عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة نفذها انتحارى فى الفندق الذى كان يجتمع فيه ببعض المسئولين المحليين وشيوخ العشائر، وقد لقى الوزير وعشرة آخرون حتفهم على الفور، ومن بين القتلى الآخرين السفير الصومالى السابق لدى أثيوبيا عبد الكريم فارح لقنيو، ومحافظ "هيران". ويتزامن هذا التطور الخطير مع استمرار معارك ضارية لليوم الثالث على التوالى بين القوات الحكومية وميليشيات التنظيمين الإرهابيين، تنظيم الشباب والحزب الإسلامى. ووقع الحادث فى مدينة "بلد وين" الواقعة على بعد 330 كم إلى الشمال الشرقى من العاصمة مقدشيو، ومدينة "بلدوين" هى عاصمة محافظة هيران، وهى معقل عشيرة وزير الأمن القومى الراحل عمر حاشى آدم.
