يوم تلو الآخر تطل علينا حكومة الدكتور هشام قنديل بقرارت تصيب الشعب المصرى بخيبة الأمل وتزيد من النقاشات التى من شأنها إحداث شد وجذب بين جموع المصريين، وتواجه فى النهاية بإجماع من الشعب برفضها بداية من تصريح الدكتور هشام قنديل الذى طالب فيه الشعب أن يرشدوا من استهلاكهم للكهرباء، مطالبا إياهم بارتداء ملابس قطونيل، وجلوس الأسرة كلها فى حجرة واحدة، وقد لاقى هذا التصريح تصدى كبير بروح الفكاهة المصرية ولا تزال جموع الشعب تتذكر هذا التصريح للدكتور هشام قنديل الذى كان بمثابة بالونة اختبار، يخبرنا من خلالها أن الأزمة وشيكة ثم طلت علينا حكومة الدكتور هشام قنديل ببالونة اختبار أخرى، بقرارها وهو غلق المحال مبكرا فى التاسعة مساء، وأحدثت حالة سخط بين جموع شعب وزادت النقاشات فى الحوارى والأزقة وعلى المقاهى، وفى وسائل النقل ووسائل الإعلام، حتى الطلبة فى المدارس لن يسلموا من النقاشات البالونية إلى أن طل علينا اللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية والممثل لحكومة الدكتور هشام قنديل، وأخبرنا بتأجيل قرار إغلاق المحال التجارية إلى أجل غير مسمى معللا ذلك بالظروف التى تمر بها البلاد، ثم ما لبسنا أن نهدأ لنتنفس الصعداء، إلى أن طلت علينا حكومة الدكتور هشام قنديل ببالونة اختبار أخرى متمثلة فى مشروع ضرائب جديد، ووافق عليه رئيس الجمهورية وأعلن حينذاك أنه جاهز للتطبيق، ليواجه الشعب المصرى بهدية على ثورته المجيده وكانت هذه الهدية بمثابة صداع فى رأس شعب لن تصلح معه أى مسكنات، وزادت انتقادات الشعب للحكومة، ولبالونات الاختبار التى يواجهها من حين إلى آخر وعدم إدراك الحكومة لكيفية التعامل مع شعب قام بثورة مجيدة وفى نهاية الأمر تراجعت الحكومة عن تطبيق قانون الضرائب كعادتها وأخذت أسهم الحكومة فى الهبوط مع كل بالونة اختبار تضعها فى وجه الشعب المصرى، وتوالت البالونات الواحدة تلو الأخرى إلى أن وصلنا إلى آخر بالونة اختبار نحيا معها الآن، وهى الكروت الذكية على المحروقات التى تلاقى الآن رفض تام بين أبناء الشارع المصرى كمثيلاتها من البالونات السابقة لعدم عدالتها فى التوزيع وصعوبة تطبيقه على أرض الواقع، ورفض الشعب لحمل ثقيل آخر يلقى على عاتقه، يضاف إلى جملة الهموم والأعباء اليومية، فالشعب أصبح رجلا كهلا يحمل بين ضلوعه أمراضا مزمنة لا يقدر على علاجها الأطباء (الحكومة) بل يزيدونه مرضا وفى نهاية المطاف لا ينال الشعب إلا حرقة الدم من تلك البالونات التى تتوالى عليه ولا يعلم ميعادها ولا مكانها. رفقا أيتها الحكومة بمصر وشعبها، طلوا علينا يوما بأفكار صناعية أو تجارية أو خدمية تعيد ضخ الدماء فى شرايين الشعب المصرى، اشتغلوا لصالح الشعب ولا تشتغلوا على الشعب وابتعدوا عن بالونات الاختبار التى ملها الشعب فهى لا تفيد.