ما بين الخلفية الدينية والواقع التاريخى دارت الاحتفالية التى أقامتها الجامعة العربية لاختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، حيث ركز الحضور فى كلماتهم على اظهار مدى أهمية المدينة وأنها رمز للأديان جميعا. وافتتح الجلسة شيخ الأزهر سيد طنطاوى، حيث أكد فى كلمته على أن القدس عربية الاسم والهوية والعرب هم أصحاب كل الحضارات التى شهدتها أرضها، موضحا أن الثقافة العربية تتشرف بأن تكون عاصمتها القدس الشريف، لأن مدينة القدس تعد من أقدم المدن واجتمعت فيها الخيرات والبركات، وأن هذا الاجتماع من أجل مقاصد شريفة والتعاون على البر والتقوى. وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة حقن الدماء التى تسيل بين الفلسطينيين وبعضهم، فى إشارة إلى أحداث قلقيلية الأخيرة والتى راح ضحيتها قتلى من فتح وحماس - مؤكدا أن ما يحدث إرهاصات سلبية لضياع القضية الفلسطينية كلها، وطالب الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم الفصيلية أن يوحدوا صفوفهم واستغلال الظرف العالمى المواتى لتحقيق ما يسعى إليه الفلسطينيين والعرب، قائلا "نحتاج المصالحة فهى أساس لقيام دولة فلسطين". وفى كلمة البابا شنودة التى ألقاها نيابة عنه الأنبا موسى طالب العرب والفلسطينيين بالاتحاد قبل أن تضيع القضيه قائلا "يا أيها العرب اتحدوا سلما ومقاومة فالحق لن يضيع اذا قرنا المفاوضة بالمقاومة"، وتساءل: لماذا الانقسام، ولماذا لا يكون هناك تكامل بين المنهجين، فالمقاومة الواعية تعرف متى تفاوض ومتى تقاوم. وأوضح موسى أن هناك بشائر فى المجتمع الدولى بوجود تحرك دولى يحتاج إلى مساندة وتشجيع لوقف الاستيطان بكل أشكاله فكل الاستيطان غير قانونى، والتوسع اليهودى غير طبيعى، مضيفا "نهيب بكل المسيحيين فى العالم أن يساندوا المسلمين اللذين لهم مقادسهم فى الأرض الفلسطينية والمسجد الأقصى، وعلى إسرائيل إما أن يحققوا السلام بالتعاون معنا وإلا فعلى العالم أن يعرف أن الاحتلال هو مصدر الإرهاب. وأكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد عبد العزيز بن عاشور، أن اختيار القدس عاصمة للثقافة نابع من افتناع بعروبتها ووعى بضرورة صيانة خصوصيتها وتواصل الدول العربية والمؤسسات العربية بالاحتفال بالقدس لترسيخ صورتها فى وجدان العرب. وأوضح أن المنظمة "الأليكسوا" تساهم فى تحريك الرأى العالم العربى لمناصرة القدس فى مواجهه ما يتعرض له من انتهاكات، وكانت المنظمة قد شرعت بالتعاون مع اليونسكوا لإدراج مدينة القدس ضمن التراث العالمى، كما تتصدى المنظمة لمحاولات اسرائيل لتسجيل المدينه فى التراث العالمى على أنها إسرائيلية. وانتقدت وزيرة الثقافة الفلسطينية الممارسات الإسرائيلية فى القدس من بناء الجدار العنصرى الفاصل الى اعمال الحفر والهدم المستمر وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى واقتحامة وتدنيسة على أيدى يهود متطرفين وبمسانده جنود الاحتلا الإسرائيلى. وطالبت باعتماد قرار الجامعة العربية فى اجتماع وزراء الخارجية الطارئ خلال الشهر الماضى بتكوين لجنه قضائية لعرض قضية القدس على المحكمة الجنائية الدولية. وفى نهاية الاحتفالية قام عبد المالك جابر أمين سر جائزة فلسطين للتميز والإبداع بتقديم جائزة الإبداع والتميز للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تقديرا لجهوده فى دعم القضية الفلسطينية.
