أكد الرئيس محمد مرسى أن التجربة البرازيلية تستحق المتابعة والاستفادة منها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك فى مجال التحول الديمقراطى مشيرا إلى أن هذه التجربة ينظر إليها العالم كله باحترام وتقدير. وأشار الرئيس مرسى فى كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى جمع بينه وبين نظيرته البرازيلية فى مقر القصر الرئاسى البرازيلى إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل شهدت تقاربا ملحوظا فى النصف الثانى من القرن الماضى كما تميزت هذه العلاقات بالتنسيق المنتظم بين البلدين فى شأن القضايا المهمة على المستوى الدولى ومنها قضايا السلم والأمن الدوليين ونزع السلاح والتجارة الدولية والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر. وأرجع الرئيس مرسى التقارب القائم فى مواقف مصر والبرازيل إزاء العديد من القضايا الدولية والسياسية والاقتصادية إلى تقارب المبادئ التى تحكم السياسية الخارجية لكلا البلدين، حيث يؤكد الجانبان على ضرورة نزع السلاح النووى والحق فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية ويعملان على إصلاح المؤسسات الاقتصادية الدولية ويدافعان عن مصالح الدول النامية، بالإضافة إلى دعمهما لحل النزاعات بالطرق السلمية ورفضهما المعايير المزودجة فى العلاقات الدولية. وأضاف الرئيس مرسى أن كل هذا يفسر التقارب الكبير فى نمط التصويت لكل من مصر والبرازيل فى الأممالمتحدة وفى المنظمات الدولية المختلفة فضلا عن دعم البرازيل للقضية الفلسطينية ورحب الرئيس مرسى بمواقف البرازيل القوية المؤيدة لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة. وقال إنه على ثقة أن الجانب البرازيلى يتفق معه على ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السورى فى تحقيق تطلعاته المشروعة نحو الديمقراطية وتضافر الجهود من أجل الوقف الفورى لأعمال العنف والقتل ضد هذا الشعب الشقيق والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة فى سوريا تكفل وحدة أراضيها. وأكد الرئيس أن ثورة 25 يناير نجحت فى تحقيق أول أهدافها السياسية بانتقال السلطة إلى رئيس مدنى منتخب بإرادة المصريين وفق انتخابات حرة ونزيهة شهد لها كل المتابعين محليا ودوليا ووضع دستور يؤسس لدولة ديمقراطية حديثة ويعزز الحقوق والحريات فيها، وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد انتخابات مجلس النواب لاستكمال بناء المؤسسات الديمقراطية بما يؤدى إلى إنهاء الفترة الانتقالية والتحرك بقوة نحو حاضر أفضل ومستقبل واعد. وأضاف الرئيس مرسى أنه رغم التحديات التى تواجه مصر خلال المرحلة الانتقالية على المستويين السياسى والاقتصادى إلا أن الاقتصاد الوطنى يمتلك من المقومات القوية التى تؤهله إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات المقبلة. وشدد الرئيس على أن مصر تتطلع أيضا إلى الانفتاح على العالم وتوثيق التعاون مع الأصدقاء والشركاء الدوليين وخاصة مع دولة البرازيل. واستعرض الرئيس مرسى عدداً من المجالات التى رأها مهمة للمناقشة لتعميق وتوسيع التعاون بين البلدين على نحو يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة بينهما. أولا: فى مجال التجارة تعتبر البرازيل الشريك التجارى الأول لمصر فى أمريكا اللاتينية كما أنها تمثل مدخلا للصادرات المصرية للمنطقة وأضاف الرئيس أن مصر تسعى لزيادة التبادل التجارى مع البرازيل وهو ما يدفعنا إلى التطلع لسرعة استكمال تصديق دول تجمع الميركوسور على اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع مصر حتى يمكن البدء فى تفعيلها. ثانيا : يمثل جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة هدفا رئيسيا لمصر التى تبذل جهوداً كبيرة لتذليل العقبات أمام تلك الاستثمارات وأشار الرئيس إلى أن هناك أفاقا كبيرة للتعاون مع البرازيل مشيرا إلى السعى لجذب الاستثمارات بشكل خاص فى قطاعات الصناعات البتروكيماوية والمستلزمات الطبية وتكرير قصب السكر وصناعات الغزل والنسيج والمنتجات الغذائية . ثالثا: أن التحديات التى تواجهنا على المستويين الاقتصادى والاجتماعى تزيد من تطلعنا لتعزيز العلاقات المصرية البرازيلية فهناك مجال واسع للاستفادة من تجربة البرازيل المتميزة فى مجال التنمية المستدامة والتى حققت التوازن بين ارتفاع معدلات النمو الاقتصادى وبين العدالة الاجتماعية. رابعا: أهمية الاستفادة أيضا من التجربة البرازيلية الناجحة فى تعزيز المشاركة الاجتماعية فى المجالات المختلفة بالإضافة إلى خبراتها المتميزة فى إعداد مؤشرات لقياس مستوى التنمية المستدامة ونشر الوعى البيئى وكذلك فى إنشاء برامج لمحاربة الفقر مثل برنامج الأمن الغذائى وفى تقديم الخدمات الطبية فى القرى والمناطق النائية. وفى مجال إدارة الدعم من حيث أساليب التوزيع وإحكام الرقابة وتحديد الفئات ذات الاحتياج الفعلى للدعم وسبل التنسيق الحقيقية بين مختلف مؤسسات الدولة لتنفيذ البرامج الاجتماعية، وأضاف فى مجال مكافحة التلوث خاصة فى المدن ومواجهة تغيير المناخ كإحدى المقومات الأساسية للتنمية المستدامة. خامسا: الوقوف كذلك على التجربة البرازيلية المهمة فى إنتاج وإستخدام الوقود الحيوى من خلال استغلال المخلفات الزراعية والعضوية والصلبة فى إنتاج الكحول كوقود من مخلفات قصب السكر وقش الأرز وبحث إمكان تطبيقها فى مصر. سادسا: التعاون مع البرازيل فى مجال الاقتصاد الأخضر الذى يعتمد على موارد الطاقة النظيفة كإنتاج الطاقة من الرياح باعتبار أن الطاقة أحد أهم ركائز تحقيق النمو الاقتصادى، بالإضافة إلى تعزيز السياحة البيئية. وكذلك فى استخراج البترول من الطبقات العميقة "نفط الأعماق" فضلا عن دراسة التعاون فى مجال إقامة المشروعات البترولية عبر إتاحة الفرصة للشركات البرازيلية للاستثمار فى هذه القطاعات. سابعا: وفى إطار حرص مصر على تعزيز التعاون مع مختلف التجمعات والدول البازغة، فإنها تتابع عن كثب أعمال تجمع "بريكس" الذى يضم بالإضافة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين. وقال الرئيس مرسى إن مجالات التعاون بين البلدين واعدة ومتعددة لكنها تحتاج إلى تعاون وعمل جاد لوضعها موضع التنفيذ بما يعمق التعاون والعلاقات المصرية البرازيلية ويؤسس لشراكة حقيقية. ومن جانبها أبدت رئيسة البرازيل ترحيبها وسعادتها لزيارة الرئيس محمد مرسى الذى تم اختياره بانتخابات تعبر عن رغبات الشعب المصرى فى الحرية والتحول الديمقراطى، وأضافت ديلما روسيف خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقد اليوم بمقر القصر الرئاسى البرازيلى أن البرازيل تراقب مراحل التحول الديمقراطى التى تتم الآن فى مصر من خلال التظاهرات فى ميدان التحرير، مشيرا إلى أن البرازيل عاشت مثل تلك التجربة فى الثمانينيات من القرن الماضى. وأشارت روسيف إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات الثنائية التى عقدت بينها وبين الرئيس محمد مرسى على التعاون بين مصر والبرازيل فى جميع المجالات وعلى جميع المستويات وخاصة التعاون الثقافى والتجارى والاقتصادى. وقالت إن الرئيس المصرى أبدى رغبته فى تقوية الإنتاج الزراعى فى مصر وتقريب العلاقات الاجتماعية بين البلدين والتعلم من الخبرة البرازيلية فى الطاقة المستدامة للحماية والتنمية، وأن الطاقة الحيوية موضوعة للتجربة المصرية والاستفادة منها. وأبدت رئيسة البرازيل خلال كلمتها أهمية العلاقات المصرية البرازيلية فى مجال التكنولوجيا حتى يمكن للبلدين تنمية الإنتاج. وأوضحت أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين وصل إلى 3 مليارات دولار مشيرة إلى أن اتفاقية ميكروسور بين مصر وبرازيل ستفتح التبادل التجارى بين البلدين. ولفتت إلى أنه تم الاتفاق بين المكتبة الوطنية البرازيلية ومكتبة. ولفتت إلى أن لقاء الرئيس المصرى مع رجال الأعمال البرازيليين والذى من المقرر أن يتم فى مدينة المال والأعمال ساوباولو سيكون لقاء مثمرا ليقرب العلاقات التجارية بين البلدين. كما أشارت إلى أن الحديث تطرق حول السلام والأمن فى الشرق الأوسط، والتوصل إلى أن القضية الفلسطينية هى مفتاح السلام فى المنطقة وفيما يتعلق بالأزمة السورية أكدت روسيف الرفض التام لكل أشكال العنف الداخلى وضرورة وقف إراقة الدماء السورية. وأكدت ديلما أن البرازيل تدافع عن قمة لنزع السلاح النووى من منطقة الشرق الأوسط كما تم النقاش حول ضرورة تمثيل العرب فى مجلس الأمن. وبالنسبة للأزمة السورية مازال يؤثر علينا ويقلقنا كثيرا ورفضنا كل العنف الداخلى وتوصلنا أن وقف العنف الفورى ودافعنا عن بداية العملية السياسية الدبلوماسية بدعم المجتمع الدولى.
