أكد الرئيس محمد مرسي اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع البرازيل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية، بما في ذلك مجالي التصنيع العسكري وتجميع الطائرات والسيارات. وشدد الرئيس مرسي في كلمة له عقب انتهاء جولة المباحثات التي عقدها اليوم الأربعاء، مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف والتي جرت في العاصمة برازيليا على أن هناك أفاقا واعدة تنتظر العلاقات بين البلدين في ضوء الإمكانيات والخبرات المتوافرة لديهما، والتي تحتاج إلى تضافر الجهود للاستفادة منها للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتحقيق المستهدف من مضاعفة حجم التبادل التجاري ورفع معدلات الاستثمارات البرازيلية في مصر.
وأكد الرئيس أنه بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورحب الرئيس بالموقف البرازيلي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأكد الرئيس على الموقف المصري الخاص بالأزمة السورية، والذي يقضي بالوقوف مع الشعب السوري لتحقيق تطلعاته نحو الديمقراطية وأهمية الوقف الفوري للعنف والقتل ضد الشعب السوري، والتوصل إلى تسوية سياسية للازمة السورية تكفل وحدة الأراضي السورية.
ورحب الرئيس مرسي بمواقف البرازيلِ القويةِ المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، موضحا أن تقارب مواقف مصر والبرازيل إزاء العديد من القضايا الدولية السياسية والاقتصادية ينبع من تقارب المبادئ التي تحكم السياسة الخارجية لكل من البلدين.
وأوضح أن ثورة 25 من يناير التي قام بها الشباب والتف حولها الشعب المصري بأكمله نجحت في تحقيق أول أهدافها السياسية، بانتقال السلطة إلى رئيس مدني منتخب بإرادة المصريين وفق انتخابات حرة ونزيهة شهد لها كل المتابعين محليا ودوليا، ووضع دستور يؤسس لدولة ديمقراطية حديثة.
وقال: "على الرغم من التحديات التي تواجهنا خلال المرحلة الانتقالية على المستويين الاقتصادي والسياسي، إلا أن الاقتصاد الوطني يمتلك من المقومات القوية التي تؤهله لتحقيق مُعدلات نمو مُرتفعة خلال السنوات المقبلة".
وأكد أهمية الاستفادة من التجربة البرازيلية الناجحة في تعزيز المشاركة المجتمعية في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى خبرتها المتميزة في إعداد مؤشرات لقياس مستوى التنمية المستدامة ونشر الوعي البيئي مشددا على حرصه أيضا على الاستفادة من خبرة البرازيل في إنشاء برامج لمحاربة الفقر، مثل برنامج الأمن الغذائي، وتقديم الخدمات الطبية في القرى والمناطق النائية.
كما أوضح أهمية الاستفادة من خبرة البرازيل في مجال إدارة الدعم، من حيث أساليب التوزيع وإحكام الرقابة، وتحديد الفئات ذات الاحتياج الفعلي للدعم وسبل التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة لتنفيذ البرامج الاجتماعية.
وأوضح أهمية التعاون مع البرازيل في مجال الاقتصاد الأخضر الذي يعتمد على موارد الطاقة النظيفة كإنتاج الطاقة من الرياح، باعتبار أن الطاقة أحد أهم ركائز تحقيق النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز السياحة البيئية، موضحا اهتمام مصر بالاستفادة من تجربة البرازيل في استخراج البترول من الطبقات العميقة أو ما اصطلح على تسميته ب"نفط الأعماق".