حذرت صحيفة الجارديان البريطانية، من ارتفاع موجة العنف وانتشار الجريمة داخل المجتمع المصرى، وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن أخبار الجريمة تتصدر العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام المصرية، إلا أن الكاتب جاك شنيكر أكد فى مقال ب"الجارديان" أن فساد المسئولين المصريين هو محور الحديث الحقيقى فى البلاد. واستهل الكاتب مقاله باقتباس ما كتبه خيرى رمضان فى عموده الصحفى "أنا خائف.. عندما أذهب إلى عملى أو عندما أعود منه، عندما أستيقظ أو أنام، عندما يتأخر أطفالى فى المدرسة أو النادى. طوال اليوم أشعر بخوف حقيقى". وقال شنيكر إنه عندما ينتاب رجل بالغ مثل هذا الشعور، فإن هذه القضية تستحق دائماً التحقيق فيها. وفى هذه الحالة فإن سبب الخوف هو أحدث موجة من الجريمة تشهدها مصر، حيث تجتاح موجة من عمليات القتل جميع أنحاء البلاد أو على الأقل الصفحات الرئيسية لصحفها. وعما إذا كان القتل قد تحول إلى روتين يومى، يرى الكاتب أن العنف أصبح بالتأكيد كثيراً فى الأخبار مؤخراً، فهناك رجل قُتل فى الشارع بالإسكندرية أمام صدمة المارة، وآخر قتل مطلقته بعد أن علم أنها ستتزوج من آخر، والواقعة الأكثر إثارة للقلق، الصبى الذى قتل ابنى خاله لحرق قلبه عليهما بعد أن طرده من العمل. وأضاف الكاتب أن كل هذه القضايا تأتى فى الظل، بعد قضية الاغتيال التى تعد الأبرز فى جيل كامل والتى تم فيها محاكمة رجل أعمال وقطب سياسى بارز وهو هشام طلعت مصطفى الذى صدر ضده حكما بالإعدام، بعد أن تآمر لقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. ويمضى شنيكر فى القول إن كل هذا دفع الكثيرين إلى البحث عن الذات بين الطبقات المصرية الكادحة.. وقد وصف المجلس القومى لحقوق الإنسان التابع للدولة عمليات القتل بأنها همجية وغير مسبوقة، فى حين رأى بعض المحللين أنها دليل على حدوث تغيير جوهرة فى نفوس المصريين. إلا أنه بالرغم من الهوس الإعلامى، فإن مصر لاتزال مكانا آمنا بشكل عام. ورغم وجود الفساد والغش والرشوة والتحرش الجنسى بالمرأة الذى يعد قضية خطيرة، إلا أن الجرائم العنيفة هى حقيقة نادرة تفسر إلى حد ما لما اهتمت بها وسائل الإعلام عندما كشفت عن وجهها القبيح. فالقاهرة واحدة من المدن القليلة فى العالم التى يشعر فيها المرء بالارتياح وهو يمشى وحيداً فى أى من أحيائها فى أى وقت من الليل. وبحسب أحدث تقرير تنمية صادر عن الأممالمتحدة، فإن مصر بها أدنى معدل للقتل سنوياً على مستوى العالم (0.4 لكل 100 ألف شخص مقارنة ب2.03 فى بريطانيا، و5.8 فى الولاياتالمتحدة. المثير فى الأمر هو السبب وراء انتشار موجة عمليات القتل الآن التى ربما لا تكون أمراً غير عادى، لأن مصر دولة تعانى من غياب الصلة بين الحكومة والشعب، ويوجد بها فجوة شرعية تؤثر ليس فقط على اتجاه الأفراد نحو الحكومة نفسها، ولكن أيضا تؤثر على الأجهزة الرسمية للسلطة. فعندما لا يثق الشعب فى أن الدولة ترعاه فلن يعتد بالقانون.