عرفنا الاستنزاف لما بدأه عبد الناصر بعد النكسة.. هدفه هو عودة الروح للجيش المكلوم وقتها.. وإرهاق العدو.. حرب الاستنزاف كانت بداية النصر الكبير فى أكتوبر 1973. هذا ما عرفناه عن الاستنزاف .. لكن استنزافاً آخر صار موجهاً للداخل.. أتذكرون الأسلحة الفاسدة فى حرب 48 .. صرنا نوجه سلاحنا نحونا ونقصيه عن عدونا.. استنزفنا أنفسنا.. الجميع مرهق ومثقل.. جميعنا مستنزف معنوياً ونفسياً واقتصادياً. نستزف بعضنا البعض .. نستنزف أنفسنا.. نتحرك نحو استنزاف آخر هو الأخطر.. استنزاف الوطن .. نحارب وطننا ودولتنا .. لما خسرت اسرائيل معركتها كان بداية هزيمتها استنزافنا لها .. من المسئول عن هذه الحرب ضد مصر؟؟ الجميع مسئول.. من يحكم ومن يُحكم .. استنزاف القانون .. القانون يصرخ ويطلب النجدة ودوره نجدة المظلوم .. إذا لم يتمكن القانون منا ويبسط عدالته على الجميع دون استثناء .. فالمنتظر إهداره واستنزافه .. يُهزم القانون . يخسر المعركة .. وما الوطن الا عدل .. وطن بلا عدل هو بلا قدمين .. مشلول. من يطبق القانون ومن يحكم بالقانون ومن يطبّق عليه ..عليهم احترامه جميعاً .. لكن إذا استمر حالنا على هذا الحال .. إذا استمرت دولة التوكتوك .. الذى هو رمز للفوضى التى نحياها .. لما يتحول مساره من الحارات إلى الدائرى والزراعى والشوارع السياحية كالهرم .. فإنا نحوّل أيضاً مسار النظام ونعرّج إلى طريق الفوضى .. الفوضى تستنزف مصر .. الشعب أراد إسقاط نظام.. لكن لم يرد من استشهد إحلال الفوضى .. العجيب أن رئيس الجمهورية اعترف بالفوضى .. اعترف بالتوكتوك ..وطلب من سائقيه أن يتصدوا لقاطعى الطريق .. من لا يحترم القانون يتصدى لمن لا يحترمه ! لو استمر الحال هكذا .. ستتسع خريطة الفوضى فى أرجاء الوطن .. هى خريطة جديدة لا ينبغى أن نسمح بها .. وطن مستنزف .. وطن مهزوم ..دون حرب ودون عدو يلقى فى وجهك السلاح .. يالها من حرب تقضى على الأخضر واليابس وعلى ما سيتبقى من الوطن .. أترانا سنوقف معركة الاستنزاف هذه .. لنربح نصراً عزيزاً .. فى زمن عز فيه النصر .. الفوز بالوطن .. وما أشدها خسارة اذا هُزمنا .. بعد استنزافنا .