أكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، أن العالم الإسلامى يعقد آمالا كبيرة على الزيارة التى سيقوم بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقاهرة الخميس المقبل, والخطاب الذى سيلقيه, معرباً عن الأمل فى أن يحوى هذا الخطاب ما يؤكد للعالم الإسلامى أن العلاقات الدولية ستعتمد على الشراكة بين الأسرة الدولية, وأن هناك مساحة ودوراً يلعبه العالم الإسلامى فى الأمن والاستقرار الدولى, وأن بعض الممارسات التى تجرى تجاه قضاياه تحتاج إلى تصحيح وتطمين من الغرب عموماً ومن الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص. وأوضح إسماعيل، أن من بين هذه القضايا القضية الفلسطينية والعراق وأفغانستان والسودان، وقال إسماعيل فى تصريحات صحفية، إن هذه الرسالة تأتى فى محطة هامه جداً, ونأمل فى أن تفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامى, مشيرا إلى ضرورة أن تقوم هذه الصفحة على المشاركة فى أمن واستقرار العالم, ولا تقوم على الإقصاء, والحوار والتعايش بين الحضارات والأديان, والفهم المشترك، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يأتى إلا من خلال الحوار المتكافئ بين الطرفين. وقال مستشار الرئيس السودانى أن العالم الإسلامى كله ينتظر هذه الزيارة الهامة والتاريخية, ويأمل أن يجد منها ما يشجعه بأن هناك تغييراً حقيقياً حدث فى السياسة الخارجية الأمريكية لمصلحه المنطقة ومصلحة قضايا العالم الإسلامى. وأشار إسماعيل إلى أنه بحث مع أحمد ابو الغيط وزير الخارجية خلال لقائهما أمس الأحد، العلاقات الثنائية بين الخرطوم والقاهرة, وتطورات الأوضاع فى السودان، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب, والأوضاع فى إقليم دارفور. وردا على سؤال حول تطورات العلاقات السودانية الأمريكية , قال إسماعيل "هناك تغير فى العلاقات الأمريكية السودانية, ولكن نحن نقول إن هذا التغير حذر" ، مضيفاً أن ما قاله المبعوث الأمريكى للسودان خلال زيارة الخرطوم "كان إيجابياً" آملاً فى أن يتحول التفاهم إلى خطة عمل. وكشف مستشار الرئيس السودانى عن عقد لقاء سودانى أمريكى فى واشنطن فى الثالث والعشرين من شهر يونيو الجارى, موضحا أن الحكومة السودانية تعول على هذا المؤتمر كثيراً فى ترجمة التفاهم الذى بدأ خلال زيارة المبعوث الأمريكى الخاص للخرطوم، وكذلك زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى جون كيرى إلى خطة عمل. وجدد إسماعيل تأكيده على أن السودان يرى تغيراً أمريكيا تجاهه بحذر, وأن هذا التغير لم يترجم بعد إلى خطة عمل وأفعال. وقال، بالتالى فإن اللقاء الذى سيعقد فى واشنطن يعتبر أول لقاء بين الإدارة الأمريكيةالجديدة والحكومة السودانية. وأشار إسماعيل إلى أن هذا اللقاء سيشكل منبر الحوار بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسودان, موضحاً أنه سيناقش فيه كافة القضايا. ولفت إلى أنه يجرى حالياً الاتفاق بين الجانبين على التفاصيل الخاصة باللقاء والموضوعات التى يتطرق إليها, وتحديد مستوى التمثيل خلاله من الجانبين, بمعنى هل سيكون على مستوى نائب الرئيس أو مستشار الرئيس أم وزير الخارجية. وشدد إسماعيل على أن هذا اللقاء السودانى الأمريكى يشكل محطة هامة جداً فى العلاقات السودانية الأمريكية, موضحاً أنه تطرق إلى هذا اللقاء خلال مباحثاته مع أبو الغيط فى إطار التنسيق الدبلوماسى بين مصر والسودان. وحول مساهمة أية تطورات إيجابية فى العلاقات السودانية الأمريكية على تحقيق السلام فى السودان, قال مستشار الرئيس السودانى، قطعاً الولاياتالمتحدة لها دور مهم فى الأوضاع الإقليمية بصفه عامة, والأوضاع فى السودان على وجه الخصوص, وبالتالى إذا كان هناك تفهم مشترك بين الولاياتالمتحدة والسودان, فإن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على مجمل الأوضاع فى السودان، وأضاف "هذا ما نريد فعله فى الفترة المقبلة".