لا تزال وسائل الإعلام الأمريكية مهتمة بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة من أجل توجيه خطابه الهام إلى العالم الإسلامى، ونشرت إذاعة صوت أمريكا "Voice of America" على موقعها الإلكترونى تقريراً حول هذا الاختيار. وقال الموقع، إن القاهرة عاصمة مصر التى تعد أرض الفراعنة ومهد الحضارة وتمثل الآن قلب العالم العربى، ويرى القاهريون أن اختيار أوباما لمدينتهم موفق للغاية، فيقول أحدهم: "أى شخص يأتى إلى مصر سيجد ترحيباً من أهلها، لأن مصر هى أم الدنيا ونحن نشعر بسعادة بالغة لاستقباله"، فى حين قال آخر: إن مصر بلد الأزهر ونحن نرحب بأوباما هنا ويجب أن يعتبر مصر بلده. ويقول د.سيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، إن مصر كانت خياراً واضحاً لأوباما، فمصر كانت دائماً حليفة مقربة من الولاياتالمتحدة وكانت لديها دائماً سياسات معتدلة، كما أن لها الريادة فى التوصل إلى السلام مع إسرائيل، وتتمتع بدور إستراتيجى هام للغاية فى حل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وفى مواجهة مساعى طهران لبسط نفوذها فى المنطقة. كما أن هناك سبباً استراتيجياً آخر بحسب ما قاله صادق، وهو أن المشكلة الحقيقة تتعلق بالعالم الإسلامى العربى وليس العالم الإسلامى الآسيوى أو المناطق الإسلامية الأخرى. وفى جولته إلى تركيا فى أبريل الماضى، قال أوباما إنه يريد أن يتواصل مع المسلمين ويجد أرضية مشتركة معهم، وهذا التغيير مرحب به إلا أن الناس يريدون قضايا محددة. ويشير صادق إلى أن أول قضية هى القضية الفلسطينية، والدعم الأمريكى غير المحدود للحكومات الإسرائيلية ذات السياسات التوسعية ليس من أجل وجود إسرائيل، ولكن من أجل سياستها التوسعية، ولذلك إذا تحدث أوباما عن نوع من الجدول الزمنى أو برنامج عمل فى هذه المسألة، فإنه سيلقى تقديراً كبيراً فى العالم الإسلامى، وقد يؤدى هذا إلى دحر الكثير من الثوريين والجماعات الإسلامية الراديكالية ويعمل على تحييد الخطاب المستخدم ضد الولاياتالمتحدة. أما محمد مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين فينظر إلى خطاب أوباما بقدر من التشكك، ويقول: "نحن نرحب بأوباما وأى شخص يأتى إلى مصر، لكنى أشعر فى أعماق نفسى أن أوباما ورث من سابقيه إرثاً ثقيلاً للغاية". وحتى الآن، لا يتطلع عاكف إلى فعل من جانب الرئيس الأمريكى لكنه يريد أن يسمعه ويعرف رؤيته، ويشير مرشد الإخوان إلى أن العالمين العربى والإسلامى يتوقعان أن تصوراته تتوافق مع المبادئ العامة المتحضرة وأنه لا يقبل بالظلم والفساد والطغيان فى أى جزء من العالم. وانتهى التقرير إلى القول بأن ما سيقوله أوباما سيتم الإنصات إليه، لكن أفعاله المستقبلية سيتم مراقبتها عن كثب.