صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "لماذا يزداد الأثرياء ثراءً والفقراء فقرًا" بالتعاون مع مشروع ترجم الذى أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. الكتاب ألفه مارك بوكانان باحث ومؤلف بريطانى متخصص فى الفيزياء النظرية، وترجمه أحمد على بدوى وقدم له الدكتور حامد عمار، وعبر 311 صفحة و9 فصول يقدم بوكانان طرحا لرؤية شاملة لفهم السلوك الإنسانى. حيث يقدم إجابات حول: لماذا تزدحم بعض المقاهى بالزبائن زمنا ما، ثم تبدو خالية منهم فى أوقات أخرى، وما سبب أن يتصدر كتاب ما المبيعات فى فترة معينة؟ ولماذا تتفجر الصراعات العنصرية؟ وكيف تتذبذب الأسواق المالية؟ وتحمل فصول الكتاب عناوين مثل "ليكن موضوع تفكيرك الأنماط لا الناس"، "المسألة الإنسانية"، "غرائزنا المفكرة"، "الذرة المتكيفة"، "الذرة المقلدة"، "الذرة التعاونية"، "معا ومتفرقون"، "مؤامرات وأرقام" و"إلى الأمام نحو الماضى". وجاء الكتاب فى شكل دراسة علمية فى سلوك الأفراد، وكيف تتشكل الكتلة البشرية من هؤلاء الأفراد، وما ينتج عن أى خلل فى سلوكهم كارثة ما، وهو دراسة أيضا لفهم الكوارث الطبيعية التى لا يستطيع البشر مواجهتها أو حتى فهمها. والكتاب فى فصوله التسعة يواصل نظراته الفيزيائية إلى الذرة الإنسانية كما يقول د.عمار، مؤكدا أن رؤية الناس كذرات فى مادة اجتماعية يمكن أن تتيح تفسير كثير من الأنماط. ويدعم بوكانان نظرياته بكثير من التجارب الإنسانية والنماذج الرياضية فى تفسير الأحداث مثل ما حدث فى رواندا ويوغسلافيا من قتل ومذابح، والعنف والإذلال للأسرى فى سجن أبوغريب، وفى هذا السياق يثير المؤلف قضية الأحداث الكبرى فى التاريخ، وهل هى من صنع القادة أم من صنع الشعوب أم هى القوة السياسية والاقتصادية. وقد كتب على ظهر الغلاف كلمة للكاتب "ماك ماكينتاير" مؤلف كتاب "العصور المظلمة" حيث قال فى وصف كتاب بوكانان "الكتاب يحوى التفسير السحرى للمجتمع الإنسانى، فهو كتاب مكتوب بأسلوب رشيق ومثقف ويعالج قضايا ومشكلات بمنهج بالغ الرقى والوعى".