اعتبر رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريرى، أن ما يقوم به حزب الله فى سوريا هو جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين، بمثل ما هى جريمة بحق سوريا وشعبها. ودعا الحريرى، اللبنانيين، فى تصريح له اليوم الثلاثاء، أذاعه مكتبه الإعلامى فى بيروت، إلى رفض التورط فى سوريا، مؤكدا فى الوقت نفسه رفضه القاطع لأى دعوات مقابلة توجه من لبنان للجهاد فى سوريا، ومحذرا من أن مثل هذه الدعوات إنما تحقق هدف بشار الأسد لزج لبنان وغيره من دول المنطقة فى أتون النار السورية. وقال إن انخراط حزب الله فى القتال فى سوريا، يشكل دفاعا عن النظام السورى مهما كانت الحجج المذهبية والفئوية التى يقدمها الحزب، لتبرير جريمته التى تجر لبنان إلى أتون نار، هدد بشار الأسد بأنه سينشرها فى المنطقة. وأضاف أن جريمة جر لبنان واللبنانيين إلى لعبة الموت التى أرادها النظام السورى، تثبت مرة جديدة الوظيفة الفعلية لسلاح حزب الله فى لبنان وسوريا، وتظهر بالضحايا والدمار والدم، أين يكمن قرار استخدام السلاح وأهدافه الفعلية. وتابع أن جريمة دفع الشباب اللبنانى للموت بالعشرات على أرض سوريا دفاعا عن نظام مجرم، يضاعف من هولها وخطورتها، أنها جزء من جريمة أكبر، وهى جر لبنان إلى صراع دموى وإقليمى لا طاقة ولا إرادة للبنانيين، وأولهم جمهور حزب الله، على الدخول فيه. ودعا الحريرى جميع اللبنانيين إلى التعبير بكل الوسائل السلمية عن رفضهم للمشاركة فى مثل هذه الجريمة، رافضا فى الوقت ذاته أية خطوة مضادة من نوع الدعوات إلى الجهاد المضاد أو الاستنفار الطائفى والمذهبى، سواء أتت من صيدا أو طرابلس أو أى مكان آخر من لبنان. وحذر من أن مثل هذه الدعوات ما هى إلا ملاقاة لحزب الله فى منتصف طريق جريمته، ومن شأنها أن توفر المبررات المضادة له مما يجعلها مساهمة عن قصد أو غير قصد فى زج لبنان واستدراجه إلى حرب يريد بشار الأسد شخصيا له أن يزج فيها فى محاولته اليائسة لوقف مجرى التاريخ، وإنقاذ نظامه من شعب ثار على الظلم والقتل والعبودية، ولن يتوقف حتى يحقق النصر.