زعمت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وعد الرئيس مبارك بتقديم دعم بلاده لترشيح وزير الثقافة فاروق حسنى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو. كما زعمت الصحيفة، أن نتنياهو أعرب لمبارك خلال اجتماعهما الأخير فى 11 مايو الجارى فى شرم الشيخ، أن إسرائيل سوف ترفع اعتراضها على ترشيح فاروق حسنى إلى منظمة اليونسكو، مشيرة الصحيفة أيضاً إلى أن نتنياهو والرئيس مبارك اتفقا خلال اجتماعهما على أن تل أبيب ستعمل على وقف الحملة الدولية التى تهاجم فاروق حسنى منذ إعلان ترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو. وادعت الصحيفة أن الاتفاق الذى أوصى فيه مبارك، نتنياهو، بدعم وصول حسنى إلى اليونسكو، كان اتفاقاً سرياً ولم يعلن مطلقاً لوسائل الإعلام التى غطت الاجتماع الذى عقد بينهما فى مدينة شرم الشيخ، والذى أدلى بعده الرئيس مبارك بتصريحات لوسائل الإعلام المختلفة ولوسائل الإعلام الإسرائيلية، ولكنه لم يذكر شيئاً عن اتفاقه مع نتنياهو بشأن فاروق حسنى. كما اتهمت الصحيفة فاروق حسنى بمعاداة إسرائيل، عندما أعلن العام الماضى فى مجلس الشعب عن استعداد لحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة فى المكتبات المصرية، وعندما أعلن أنه يرفض التطبيع مع إسرائيل إلا بشرط عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ولكن هاآرتس أوضحت أنه على الرغم من ذلك، فإن حسنى يعتبر المرشح الأبرز للفوز بمنصب اليونسكو، وخاصة بعدما أوصى به مبارك. وذكرت هاآرتس أنه لا علم لديها إذا كان بنيامين نتنياهو، الذى يحرص على مبدأ "المقابل" فى علاقات إسرائيل بالدول العربية، حصل على مقابل من الرئيس مبارك أم لم يحصل على مقابل حتى يوقف الحملة المعادية لوصول فاروق حسنى لليونسكو، موضحة الصحيفة أن وقف الحملة المعادية لحسنى جاء بناء على مطلب شخصى من الرئيس مبارك لنتنياهو، وأيضاً بناء على طلب من عدد من القادة الأوروبيين لنتنياهو، وفقاً لما ذكره مصدر كبير فى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا بجانب تأكيدات مصدر إسرائيلى آخر على أن مساعدة إسرائيل فى وقف الحملة المناهضة لحسنى، من شأنها أن تحدث تغيراً جذرياً فى السياسة الإسرائيلية، وستكون فى مصلحة إسرائيل لأنها ستعمل على فتح مبادرة تفاهم مع مصر التى ستعمل فى المستقبل القريب على رد هذه المبادرة الحسنة بطريقة مماثلة إلى إسرائيل. الصحيفة زعمت أن وعد نتنياهو لمبارك سيتناقض مع موقف الخارجية الإسرائيلية التى أبدت استياءها للقاهرة، عندما قال حسنى إنه مستعد لحرق الكتب الإسرائيلية، موضحة أن الخارجية الإسرائيلية ستضطر بعد "مفاجأة" نتنياهو، إلى إعطاء تعليمات جديدة للوفود الإسرائيلية بالخارج التى كانت تشن حملات دبلوماسية عامة تناهض وصول فاروق حسنى إلى منصب اليونسكو. وأخيراً أشارت الصحيفة إلى أن فاروق حسنى الذى وجه انتقاداته إلى إسرائيل واليهود، ووصفهم بأنهم غير مثقفين وسارقين للتراث الثقافى من الدول الأخرى، أدلى بعد ذلك بحوار "تصالحى" مع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وهو الحوار الذى أبدى فيه استعداده لزيارة إسرائيل.