سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ذكرى غزو خليج الخنازير..أمريكا فشلت فى احتلال كوبا.. الغارة الأولى لم تنجح وكينيدى أصر على موقفه.. والجيش الكوبى أسر 1179 جنديًا واستولى على 5 دبابات و8 رشاشات و10 سيارات وأغرق 4 سفن وأسقط 12 طائرة
تمر اليوم الذكرى الثالثة والخمسين على ما عرف تاريخيًا ب"غزو خليج الخنازير" أو Bay of Pigs Invasion، وهى تلك المحاولة الفاشلة من جانب القوات التى دربتها وكالة الاستخبارات المركزية C I A)) من الكوبيين المنفيين مستهدفة غزو جنوبكوبا وقلب النظام على الزعيم الثورى فيدل كاسترو، الذى كان قد أطاح بحكومة باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيسًا لكوبا منذ العام 1959. وكان الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور قد وافق فى 17 مارس 1960، على اقتراح الوكالة لدعم المعارضة الكوبية ضد النظام الشيوعى الجديد فى كوبا بزعامة كاسترو، ولكن يبدو أن الأمريكيين كعادتهم رفعوا من سقف توقعاتهم بخصوص نجاح المعارضة فى ذلك نظراً لتجاربهم السابقة فى ذلك. بداية التخطيط للحادثة قامت وكالة الاستخبارات المركزية بتدريب قوات المعارضة الكوبية بجواتيمالا وتم تشكيل ما يسمى اللواء 2506 (Brigada Asalto 2506)، وإعطاء اسم كودى للعملية هو Zapata، وكلف مدير C.I.A السيد ألن دالاس بتولى مسئولية العملية، ولكن أنباء تلك الخطة وصلت إلى الكوبيين عن طريق شبكة عملائهم السرية والKGB. كانت العملية تقوم على إنزال قوات الكوماندوس التابعة للC.I.A وهى قوات مشكلة من المرتزقة المأجورين ومن العناصر المضادة للثورة الشعبية فى كوبا، وقد تم تدريب هذه العناصر على أيدى C.I.A فى جواتيمالا، وكانت هذه العملية تقوم على إنزال عدد كبير من الجنود فى ترينيداد فى الصباح الباكر، ولكن جرى تعديل على هذه الخطة ليتم الإنزال فى خليج كوتشينوس غربى ترينيداد ليلاً بسبب أن خليج كوتشينوس أقل تعداداً للسكان وأصغر مساحة من ترينيداد وأن المنطقة ملائمة أكثر لعمليات الإنزال، وبحسب تصريحات قادة الC.I.A فإن أعداداً كبيرة من المواطنين الكوبيين سيقدمون الدعم لقوات المرتزقة الأمريكية وأن دعم العملية سيأتى من الداخل والخارج على حد سواء. كان مخطط العملية يقوم على البدء بضرب أهم القواعد الجوية الكوبية قبل يومين من عملية الإنزال بطائرات تحمل إشارة الطيران الحربى الكوبى ويقودها طيارون كوبيون، وتوجه ضربة ثالثة لهذه القواعد الجوية فى صبيحة يوم الإنزال، بهدف شل حركة الطيران الكوبى وتمهيد الطريق للتدخل، ومن ثم ضرب الجسور البرية والحديدية فى هافانا والمناطق المجاورة.. فضلت أمريكا فى تلك الفترة البقاء بعيدة عن أضواء العملية، والتظاهر بأن العملية منظمة من قبل القوات المسلحة الكوبية وليست بتوجيه من الخارج. الهجوم 15 إبريل كان من المفترض أن تنطلق الطائرات من القاعدة الجوية الأمريكية فى نيكاراجوا وأن يتم التمويه لانطلاقها أمام وسائل الإعلام. فى 15 إبريل بدأ الهجوم السابق للإنزال بالقاذفات الأمريكية ب 26 على مطارات كوبا وأحياء الهافانا وسانتياجو والعديد من المناطق المجاورة، بدت الغارة الأولى وكأنها نجحت فى تحقيق هدفها كما ظن قادة العملية، ولكن فى الحقيقة قبيل العملية كانت قيادة الجيش الثورى فى كوبا قد غيرت مواقع العديد من الطائرات إلى مطارات احتياطية. أما الطياران اللذَان قاما بالغارة الأولى فقد نفذا الخطة كما رُسمت لهما، فبعد الغارة عادا إلى مطارى (كى ويست، ميامي) وادعيا بأنهما قد هربا من القوات الحربية الجوية الكوبية، وانضما إلى القوى المعادية للثورة. 17 إبريل ورغم إخفاق العملية فى أولى غاراتها إلا أن الرئيس الأمريكى كينيدى لم يلغ خطة الإنزال بل أصدر قراراً بإلغاء الغارة الثانية (قبيل الإنزال).. بدأ الإنزال من السفن المتواجدة على شواطئ كوبا وهي: (هيوستون، ليك تشارلز، ريو ايسكونديدو، كاريبه، اتلانتيكو)، بدأ الإنزال ليلاً واستمر حتى فجر 17 إبريل، بعد إنجاز الإنزال انتشر المئات من المرتزقة على الشواطئ واتجهوا إلى الداخل حيث كان لهم بالمرصاد الميليشيات الشعبية التى قاومت بعنف فى محاولة لمنع هذه المجموعات من التقدم، وكسب الوقت لحين قدوم قوات الجيش الثورى. قامت 4 طائرات بنقل 1511 من عناصر المعارضة الكوبية (اللواء 2506) المدربين جيداً وتم إنزالهم فى خليج الخنازير Bay of Pigs على الساحل الجنوبىلكوبا، وكان بحوزتهم طائرتا LCIs تحملان اسمي Blagar and Barbara J وبهما تجهيزات وتعيينات للعملية. بعد ساعتين من الإنزال، قامت 5 طائرات C-46 وطائرة C-45 بإبرار 177 مظلى من اللواء 2506 بمنطقة Horquita، وفى الوقت نفسه، تم إنزال مجموعة أخرى إلى منطقة Giron لضمان السيطرة على الطريق من San Blas حتى Giron. تمكنت مجموعات التدخل من التغلغل لعدة كيلومترات داخل الجزيرة واستطاعت هذه المجموعات السيطرة على عدد من المواقع المهمة على الجزيرة، ولكن سرعة ودقة القيادة الرئيسية للقوات المسلحة الثورية فى كوبا كانا أقوى إذ استطاعت إيقاف تقدم المرتزقة الأمريكان والاستيلاء على المواقع المحتلة من قبل هذه المجموعات. 18 إبريل وفى يوم الهجوم، 18 إبريل، تم شن غارات جوية من 6 طائرات B-26 ضد مواقع الميليشيا الكوبية واستخدمت خلالها القنابل والصواريخ والنابالم وأحدثت إصابات عديدة تقرب من 1800 إصابة. وفى الساعة 8 صباحا، كانت قدرات الميليشيا الكوبية تتزايد، وتتدفق عليهم المدفعية والدبابات، وعانت قوات اللواء 2506 من إصابات جسيمة وذلك أثناء محاولات الميليشيا الكوبية زحزحتهم نحو الشاطئ.. 19 إبريل فى يوم الهجوم فى 19 إبريل، تم القيام بآخر الغارات الجوية وسميت Mad Dog Flight من 4 طائرات B-26، ولكن الكوبيون أسقطوا طائرتين B-26 وقتل 4 أمريكيين بسبب ذلك، وتم إسقاط طائرة B-26 أخرى فى منطقة Giron، وأخلت إحدى الطائرات C-46 طيار تلك الطائرة المحطمة الذى يدعى Matias Farias. ومع ظروف غياب الدعم الجوى، ونفاد الذخيرة، انسحبت قوات اللواء 2506 إلى الشاطئ، وقامت سفن الدعم القريبة من الشاطئ بمحاولة إخلاء تلك القوات إلا أنها لم تتمكن من ذلك، وانتهت بذلك عملية خليج الخنازير بالفشل الذريع.. هكذا فشلت عملية خليج كوتشينوس (أو خليج الخنازير) فشلاً ذريعاً وكان من نتيجة هذه العملية أن الجيش الثورى الكوبى أسر 1179 شخصاً من مجموعات الإنزال واستولى على خمس دبابات ثقيلة (شيرمان) وعشرات من الأسلحة الفردية وثمانية رشاشات ثقيلة والكثير من الرشاشات والأسلحة المضادة للطائرات وعشر سيارات نقل عسكرية، وتم إغراق أربع سفن وإسقاط 12 طائرة قاذفة. وبالتحقيق مع الأسرى تبين أنهم جميعاً من أنصار باتيستا وأنهم جميعاً صرحوا بأن الاستخبارات الأمريكية قد دربتهم، وكان لفشل العملية صدمة حقيقية للقيادة الأمريكية، وللرئيس الأمريكى جون كينيدى نفسه. ردود الأفعال لم تنجح C.I.A فى التستر على اشتراكها فى العملية فقد صرّح وزير الخارجية الكوبى (راؤول روا) فى الجلسة السياسية الخاصة للأمم المتحدة: «إننى اتهم حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام الرأى العام العالمى بأنها شنت حرباً ضد كوبا من أجل أن تمتلك من جديد ثرواتها ومن أجل أن تحول كوبا، مرة ثانية إلى تابع لها»