أكدت الدكتورة مديحة سعيد رئيس قسم الصحة العامة بالقصر العينى، أن ذلك فيروس أنفلونزا الخنازير ينتشر من خلال الرذاذ، سواء عن طريق السعال أو البصق أو المخاط، لذلك تنصح بتغطية الأنف والفم وقت السعال والتخلص من المناديل فى أقرب صندوق قمامة وعدم الاحتفاظ بها لفترات طويلة والإكثار من غسل اليدين وتجنب أماكن التجمعات. جاء تأكيد الدكتورة مديحة فى وقت انتشرت فيه عادة البصق فى الشارع والسعال فى وجه الآخرين دون أن تكلف نفسك عناء وضع يدك على فمك وأنفك من المظاهر غير الحضارية التى لا تليق بأى شعب متحضر والتى تسىء إلى المظهر العام للشوارع التى تبدو شديدة القذارة، إلا أنها فى نفس الوقت تتسبب فى انتشار الكثير من الأمراض خاصة مع توقع انتشار وباء أنفلونزا الخنازير. واتفق معها الدكتور علاء الدين عمر أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب القصر العينى، أن البصق يتسبب فى انتشار الكثير من الأمراض التنفسية وخاصة مرض الدرن، حيث يؤكد أن ميكروب الدرن مقاوم للطبيعة وبإمكانه أن يعيش لشهور وخاصة فى الأماكن التى لا تتعرض لضوء الشمس المباشر ويتكاثر بسرعة غريبة فى الهواء والغبار فإذا بصق المريض على الأرض وجف البصاق فإن الأتربة المتطايرة تحمل الميكروب ليستنشقها الشخص السليم ويصاب بالعدوى. عدد من الدول أدركت خطورة عادة البصق فى الشارع على الصحة العامة وخاصة فى انتشار مرض السارس، لذلك فرضت الصين غرامات باهظة على من يبصق فى الشوارع، حيث أدركت الدولة أن عادة البصق أو إلقاء القمامة تكلفها حوالى 154 دولارا أمريكيا للمرة الواحدة، أما الذين لا يقدرون على الدفع فقد يضطرون للعمل فى خدمة المجتمع سدادا للغرامة ويجبرون على تنظيف المكان وتنشر السلطات الصينية عددا من عمال الصحة فى الشوارع لتطبيق هذا الحظر، كما اتخذت دولة قطر عددا من الخطوات لتفعيل قانون النظافة العامة الذى يجرم البصق فى الشارع ويفرض غرامة 200 ريال على كل من يقدم على هذا الفعل. فى الدول المتقدمة سلوكياً إذا سعل وبصق أحد فى الشارع يجد نفسه بعد دقائق أمام السلطات الأمنية بتهمة «البصق فى الشارع» والعقوبة الفورية هى الغرامة، فالبصق جريمة يعاقب عليها القانون وأكثر من ذلك تقوم السلطات بنشر صورة أولئك «الباصقون» بالصحف اليومية، ربما لو طبقت مصر هذا القانون فلن تجد ورق صحف يستوعب كل أولئك الباصقون.
