- اتصالات «التيار الشعبي» و«الشيعة» مسمار في نعش «حمدين» - الدعوة السلفية لن ادعم مرشحا دون صفقة - تقارب الفريق عنان مع الإخوان يخرجه من دائرة التأييد السلفى من جديد، تفتح انتخابات «الرئاسة 2014» الباب على مصراعيه أمام سياسة طرق الأبواب التي كان يتبعها مرشحو الرئاسة في انتخابات 2012، حتى وإن كان من تطرق بابه هو خصمك السلفى السياسي اللدود، وهو ما يفلعه الآن زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى بشكل غير مباشر. ورغم موقف حزب النور والدعوة السلفية «غير المعلن» المؤيد والداعم للمشير عبدالفتاح السيسي، إلا أن الحزب السلفى لم يغلق كل الأبواب أمام مرشحى الرئاسة، ولم يعلن تأييده للسيسى بشكل نهائى وقاطع، أملا في الحصول على مزيدٍ من المكاسب والمطالب. «صباحى في الصورة» وما بين مرشح رئيسى وآخر «استبن»، تخوض الدعوة السلفية جولة جديدة من المفاوضات مع مرشحى الرئاسة، وكشفت مصادر مطلعة بحزب النور ل«فيتو» أن اتصالات جرت بين قيادى بالتيار الشعبى المؤيد لحمدين صباحي- المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية- وأحد القيادات الشابة في حزب النور لمعرفة رؤية الحزب في «صباحي»، وإمكانية عقد لقاءٍ تشاورى بين الجانبين حتى لو لم يكن بشكل رسمي. «المأزق الإيراني» المصادر نفسها، لفتت إلى أن ما يحول دون دعم السلفيين لصباحى والتحاور معه من الأساس، هو حديثه الدائم عن رغبته في إقامة علاقات تعاون بين مصر وإيران، إيمانًا منه بأن مصر يجب أن تفتح باب العلاقات مع إيران وهو ما يرفضه حزب النور وكان سببًا رئيسيًا في تخلى الحزب عن دعم الرئيس المعزول محمد مرسي. ولم تكتف المصادر بالحديث عن هذه النقطة، بل شددت على أن هناك اتهامات لا ينفيها الحزب عن صباحى بدعمه وتأييده «الشيعة» وأن غالبية من يعملون بالسياسة من الشيعة المصريين أعضاء فاعلون في التيار الشعبى وحزب الكرامة الذي ينتمى له حمدين صباحي. «العسكري يكسب» المصادر عددت أسبابا أخرى لعدم دعم حمدين صباحي، أبرزها أن مصر في حاجة الآن لرجل عسكري يستطيع «لملمة» الأوراق المصرية المشتتة داخليًا وخارجيًا وحماية مصر من الأخطار الخارجية، خصوصًا أن شبح التقسيم يهدد المنطقة بشكل كبير جدًا، وربما لا يكون هناك حلول لأزمة إثيوبيا غير الحرب وفى ظل وجود رئيس غير عسكري سيكون أمرا صعبا، كما أن صباحى لا يحظى بشعبية في الشارع. وأكدت المصادر أن الشيخ ياسر برهامي- نائب رئيس الدعوة السلفية رفض فتح الحوار من الأساس مع «صباحي» وترك الأمر للحزب في الجلوس والحوار معه من عدمه، أما «برهامي» فيفضل عدم الحوار من الأساس بسبب مواقف حمدين التي وصفها الشيخ ياسر بأنها «معادية للتيار الإسلامي» بشكل عام وهجومه في أكثر من مناسبة على حزب النور دون داع. «سامى عنان» وعلى عكس الردود المخيبة للآمال من الدعوة السلفية بخصوص الحوار مع حمدين صباحي، تركت القيادات الباب «مواربًا» مع الفريق سامى عنان نائب رئيس المجلس العسكري السابق، والذي أبدت الدعوة مرونة في التواصل معه في حال عدم ترشح المشير عبدالفتاح السيسى أو ليكون ورقة ضغط على السيسى لتحقيق مكاسب ومطالب أكثر، وبحسب المصادر فإن الدعوة كما أعلنت «لن تدعم مرشحا للرئاسة دون صفقة». ولفتت مصادر الدعوة السلفية إلى أن الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق تربطه علاقة قوية بقيادات حزب النور والدعوة السلفية وهو ما يصعب إغلاق الباب في وجهه، مشيرًا إلى أن لقاءً تم بين أحد القيادات المقربة من سامى عنان مع نادر بكار مساعد رئيس حزب النور أثناء تواجده بالسعودية للعمرة، وسأله عن رأى الدعوة في «عنان» وإمكانية دعمه، ورد «بكار» بترحيب حزبه بالحوار مع عنان. وأضافت المصادر أن الاتصالات استمرت خلال الأسبوعين الماضيين بين الدكتور يونس مخيون- رئيس حزب النور، والدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والفريق سامى عنان مباشرة وطلبت الدعوة عدم عقد أي لقاءات الآن قبل الانتهاء من قانون الانتخابات وربما بعد إغلاق باب الترشح نهائيا. وأكدت المصادر أيضًا أن مخاوف الدعوة السلفية والسلبيات التي طرحتها على الفريق سامى عنان وتحول دون دعمه هي مخاوفها من الاتفاق بين سامى عنان وجماعة الإخوان، مما يضع الدعوة السلفية في مسار اتهامات في غنى عنها. «لا دعم مجانيًا» ومن جانبه، لفت الدكتور شعبان عبدالعليم - عضو المجلس الرئاسى لحزب النور- أن الحزب لم يغلق بابه في وجه مرشحى الرئاسة، موضحًا أن الحزب لا يمانع الحوار مع كل مرشحى الرئاسة ولا يوجد دعم مجاني، كما أنه لا يوجد دعم مشروط أيضًا، وما يطلبه الحزب هو الموافقة على شروطه التي وضعها من قبل لدعم مرشحى الرئاسة. وأكد عبدالعليم أن حمدين صباحى يتمتع بشعبية وسبق له خوض تجربة الدخول لانتخابات الرئاسة سابقًا، لكن هناك بعض علامات الاستفهام التي نريد أن نعرفها إذا ما أراد دعم الحزب مثل موقفه من إيران والشيعة والتعاون معهم، وكذلك موقفه من الإخوان والتيار الإسلامي، خصوصًا أنه كان من دائمى الهجوم على الإسلاميين، وأن الفريق سامى عنان يتمتع بشعبية كبيرة ورجل عسكري قوى والباب مفتوح ومن سيقنعنا ببرنامجه سنقدم كل الدعم له. «عبدالعليم» اختتم تصريحاته ل«فيتو»، قائلا: «الحزب لم يقرر دعم المشير السيسي، كما يردد البعض»، مؤكدًا أن الحزب سيدرس أوراق جميع المرشحين والباب مفتوح أمام الجميع وسنقوم بالإعلان عن مرشحنا فور إغلاق باب الانتخابات.