لا يتوقف الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق عن محاولات البحث عن مؤيدين له فى إطار الاستعداد لانتخابات الرئاسة المقبلة، المتوقع إجراؤها فى منتصف إبريل المقبل، سواء مع الإخوان أو مع حلفاء دوليين وداعمين من دول الخليج العربى للوصول إلى قصر الاتحادية، وأخيرًا مع أبناء «التيار السلفى» مريدين وأتباعًا. عنان كلف قيادات سابقة بالقوات المسلحة وبعض من تربطه بهم علاقات قوية فى السعودية بدور «الوسيط» لمحاولة تقريب وجهات النظر بينه وبين أبناء التيار السلفى، فالرجل يرى أن من كانوا خلف الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية الماضية هم جميعًا ضمن «أرضيته» رغم أن هذه المعادلة غير صحيحة لأسباب كثيرة. وحاول عنان أن يجلس مع الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس «الدعوة السلفية» أكثر من مرة فى مصر، لكن برهامى كان «يتلكك» خلال الفترة الأخيرة بمبررات أقرب إلى التهرب من قطع وعد لن يتمكن من تنفيذه، وهو دعم الرجل فى السباق الرئاسى. وفى الأسبوع الماضى، عندما كان برهامى فى السعودية لأداء العمرة ومآرب أخرى التقى رُسل عنان الذين نقلوا ل«برهامى» رسالة مفادها أن «رئيس أركان القوات المسلحة السابق مرشح قوى ويحظى بتأييد دولى كبير»، محاولين إقناع القطب السلفى الكبير أن نائب عنان هو الأقرب إلى أبواب قصر رئاسة مصر! وسطاء عنان الذين التقوا برهامى فى المدينةالمنورة الأسبوع الماضى قدموا وعودًا للسلفيين تضمن لهم البقاء فى صدارة المشهد السياسى، ولم تتوقف مفاوضات عنان عند قطع الوعود والتعهد بما هو أفضل مستقبلًا، بل ألمح وفد عنان حسب مصادر مقربة من برهامى، إلى تهديد «الدعوة السلفية» وقيادات فى حزب «النور» بكشف بعض الجرائم المنسوبة لقيادات «الدعوة»، والتى لايعلمها سوى قيادات كبيرة فى الدولة المصرية تدين بالولاء للفريق عنان وضمن رجاله الذين بين أيديهم ملفات غاية فى الخطورة، ولا سيما ملف تمويل السلفيين الذى أغلق وكاد يفتحه الرئيس المعزول محمد مرسى فى أواخر أيامه، ولم تسعفه مظاهرات 30 يونيو لاستكمال «مخطط فضح السلفيين»، وربما يكون موقفهم من 30 يونيو قد أغلق الملف مؤقتًا. برهامى القيادى السلفى الأهم لم يبد أى تخوف من لهجة رُسل عنان فى بداية الأمر، لكن بعد محاولات التهديد بكشف ملفات كان يعتقد أنها أغلقت، راح برهامى يؤكد أن «الدعوة السلفية لن تنحاز إلا لصالح الشعب المصرى، وستطلّع على برامج جميع المرشحين بلا استثناء، وأن مجلس إدارة الجماعة (الدعوة) سيحدد المرشح الذى سيدعمه السلفيون بعد إغلاق اللجنة العليا للانتخابات باب الترشح لانتخابات الرئاسة، ووقتها فقط سيحسم اختياره، وسيكون الأمر معلنًا للجميع». يأتى ذلك على الرغم من أن قيادات فى «الدعوة» كانوا يعلنون بشكل قاطع أن الجماعة لن تمنح أصوات أبنائها، ولن تدعم الفريق عنان باعتباره مرشح جماعة الإخوان، بل إن برهامى نفسه كان قد صرح بشكل واضح ومباشر أن الإخوان الفريق لمحاولة بث الفرقة فى الجيش المصرى، وألمح إلى أن تأييد الإخوان لعنان بأوامر أمريكية، لكن بعد لقاء «المدينةالمنورة» ولهجة الحديث التى تحدث بها قيادى سابق فى الجيش المصرى للقطب السلفى أيقن أن عنان ليس مجرد رجل فى نظام رحل، وإن كان قد رحل فإن ملفات «الدعوة السلفية» لها نسخ عند جميع من امتلكوا جزءًا من السلطة فى مصر ذات يوم. حاول برهامى أن يتمسك بابتسامته بالمعهودة أمام سيل المكاشفات التى وضعها «رجل عنان» على «تربيزة الاتفاق»، لكنها كانت ابتسامة صفراء، حسبما وصف مصدر من حملة عنان ل«الصباح»، وتابع: «الشيخ برهامى طلب عدم الحديث فى الأمر فى الوقت الراهن وتأجيل الحديث إلى حين إعلان السيسى عن ترشحه للرئاسة من عدمه».