كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف.. عندما يمارس الناس حريتهم بسلمية تامة ويختطف الإخوان الدولة بسلمية كاملة؟!.. قال: ساعتها يابنيتى يكون من المنطقى أن تظهر جماعات لتعلن على الملأ أن السلمية ماتت!!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يعلن وزير الداخلية أنه على استعداد للاستقالة؟!.. قال: ساعتها ياصغيرتى نقول لسيادته: إن المطلوب هو الإقالة جراء ما ارتكبت !!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يكون من بين الشهداء طفل عمره ستة أشهر؟!.. قال: ساعتها يجب أن نردد قوله تعالى: "وإذا الموؤدة سُئلت بأى ذنب قُتلت"!!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يلغى الرئيس رحلته إلى إثيوبيا ثم يذهب إلى ألمانيا؟!.. قال: ساعتها يابنيتى اعلمى أن ربنا ستر على إثيوبيا!! .. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدا لنا فى الأمور أمور.