طلب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" من الجهات المانحة الاستجابة لتوفير 6.5 مليارات دولار أمريكي خلال العام الجاري لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها نحو عشرة ملايين فرد داخل سوريا وملايين اللاجئين في المجتمعات المضيفة بالدول المجاورة. وأشار بان كى مون إلى أن مؤتمر "جنيف 2" المقرر انعقاده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري يهدف إلى تدشين آلية سياسية لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا شهد أسوأ استعمال لأسلحة الدمار الشامل في القرن الحادي والعشرين. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن العالم متحد حاليا على أن الأسلحة الكيماوية لن تستخدم مجددا، مشيرا إلى أن أنه بعد مرور عام من مؤتمر المانحين الأول أصبح هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري وقتل أكثر من 100 ألف فرد وهناك أيضا نحو 9.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية وهناك كذلك ما يزيد على 80% من اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة. وقدم بان كى مون، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريان والذي تستضيفه الكويت، الشكر لأمير الكويت على تبرع بلاده بمبلغ 300 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين الأول العام الماضي، والتي ساعدت في تأمين المياه النظيفة ل10 ملايين فرد والرعاية الصحية والطعام لنحو 3.5 مليون شخص، مشيدا بدعمها دولة الكويت السخي للاجئين السوريين، ومطالبا بتقديم دعم دولي قوي للاستجابة لاحتياجاتهم. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن استضافة الكويت للمؤتمر للعام الثاني يظهر التزام أمير الكويت الكبير بهذه القضية، مشيرا إلى مبلغ ال500 مليون دولار التي قدمها أمير الكويت لدعم الشعب السوري. وأوضح بان كى مون أن المستشفيات السورية لم تعد تعمل واضطر نصف الأطباء في بعض المناطق إلى الفرار، مشيرا إلى أن هناك مليوني طفل تقريبا خارج المدارس وتعاني العائلات أسوأ فصول الشتاء منذ فترة طويلة. وفي ما يتعلق بتأثيرات الأزمة السورية على دول الجوار، لفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن هناك دراسة مشتركة أجرتها الأممالمتحدة بالتعاون مع البنك الدولي، أشارت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في لبنان يتراجع سنويا بمقدار 3% مما يعني حاجة لبنان إلى 7.5 مليار دولار. وأشار بان كى مون إلى أن تكلفة استضافة الأردن للاجئين السوريين تتخطى 1.5 مليار دولار، كما أن تكاليف استضافة اللاجئين في تركياوالعراق مرتفعة للغاية. ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه زار اللاجئين السوريين في الأردنوسورياوالعراق وزار مخيم "كوركوسك" في إقليم كردستان العراق أمس، بينما زار نائبه في وقت سابق اللاجئين السوريين في لبنان داعيا إلى التضامن مع اللاجئين السوريين قائلا: "لنثبت لهم أن العالم يقف إلى جانبهم".