أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بالجهود التي يقوم بها نظيره الأمريكي جون كيري في سبيل التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – فلسطيني.. مشددا على ضرورة أن تمنحه إسرائيل فرصة لمواصلة تلك الجهود. فيما أبدى العديد من المسؤولين - الذين التقوا ليبرمان خلال الأسابيع الأخيرة - اندهاشهم الشديد من التصريحات الإيجابية التي أدلى بها بشأن وزير الخارجية الأمريكي. ورأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية – في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس – أن تصريحات ليبرمان الإيجابية المتعلقة ب كيري تعزى بشكل جزئي إلى جهود ليبرمان لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية، وذلك عقب أن شهدت العلاقات بينهما توترا كبيرا خلال الفترة الأولى من توليه منصب وزير الخارجية الإسرائيلية. كما رأت أن تصريحات ليبرمان الإيجابية تعزى أيضا إلى التغير الكبير الذي بدا في موقف واشنطن تجاهه منذ عودته لمنصبه كوزير للخارجية. وألمحت الصحيفة إلى أن أول اجتماع أجراه ليبرمان عقب عودته إلى وزارة الخارجية في نوفمبر الماضي، كان مع السفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو، وكرس خطابه الأول لحث الحكومة الإسرائيلية على أن تخفف من لهجتها مع واشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، كما كانت واشنطن أولى وجهاته الخارجية. وكشفت "هاآرتس" عن أن كيري أطلع ليبرمان - خلال اجتماعهما الشهر الماضي - على تفاصيل جهوده التي بذلها من أجل التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وأبلغه بنتائج الجولات السابقة من المحادثات بين الجانبين والتي وصلت إلى 20 جولة، منذ استئناف المفاوضات في أواخر يوليو الماضي، كما أطلعه على خطته لوضع مسودة اتفاق إطاري وتقديمه للجانبين في أواخر يناير الجاري أو بداية فبراير المقبل. وأوضحت الصحيفة أن ليبرمان لا يزال تنتابه شكوك من فرص التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، كما لا يزال لديه ارتياب في نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو قدرته على التوصل إلى تسوية ضرورية مع إسرائيل..بيد أن ليبرمان لا يستبعد احتمالية أن تؤدي الإرادة التي يتمتع بها كيري ومثابرته -جنبا إلى جنب مع الصعوبة التي قد يواجهها عباس في رفض المبادرة الأمريكية- إلى التوصل في نهاية المطاف إلى انفراجة دبلوماسية للأزمة.
