يوم بعد يوم يزداد الصراع على منصب رئيس مصر القادم اشتعالًا في ظل رغبة عدد كبير من أباطرة السياسة خوض غمار المنافسة على المنصب الرفيع وفى ظل سعي قوى سياسية الوصول إلى سدة الحكم منعًا لسيطرة تيارات دينية متطرفة على السلطة من جديد. وفى وقت أعلن فيه بعض المرشحين المحتملين للرئاسة نيتهم في الترشح أرجأ آخرون إعلان الموقف النهائى لهم انتظارًا لما تسفر عنه مجريات الأمور في المرحلة المقبلة وربما لإعادة ترتيب الأوراق وعقد الصفقات مع الكتل التصويتية الكبرى في مصر ومعرفة مناطق قوة وضعف المنافسين. المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى كان أول من ألقى بحجر في بركة الانتخابات الرئاسية الراكدة بإعلانه المبكر الاستعداد للمنافسة على اللقب الرئاسى حال توافق القوى الثورية والسياسية على اسمه لعدم تكرار أخطاء الانتخابات الأخيرة التي نجحت جماعة الإخوان المحظورة في الفوز بها نتيجة انقسام قوى الثورة وشبابها وعدم الدفع بمرشح وحيد ممثلا عن الثورة. على العكس من صباحى قطع عمرو موسى المرشح الرئاسى السابق الطريق أمام من يطالبونه بالترشح وأعلنها صريحة «لن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى»، لكن يبدو أن هناك من يرى في موسى حصانًا رابحًا يمكن الرهان عليه للفوز بالمقعد الرئاسى، بدا ذلك واضحًا للغاية في التحركات التي يقودها عدد من السياسيين والوزراء السابقين وعلى رأسهم نجل وزير الداخلية الأسبق أحمد زكى بدر لإقناع رئيس الخمسين بالترشح وعدم ترك الساحة أمام العسكريين وأتباع التيارات الدينية. ويقود نجل أشهر وزير داخلية في تاريخ مصر تحركات مكثفة في الفترة الأخيرة لإجبار موسى على اتخاذ قرار المشاركة في ماراثون الرئاسة بالمشاركة مع عدد من القوى الحزبية والشخصيات السياسية التي تبحث عن مرشح ذي مرجعية ليبرالية لمواجهة أيديولوجية «صباحي» اليسارية وسلطوية أي مرشح عسكري أو دينى. ويرى بدر ورفاقه أن موسى هو الشخص الأنسب لقيادة مصر في المرحلة المقبلة نظرا لما يتمتع به من صفات رجل الدولة وقدراته التفاوضية التي ظهرت بوضوح خلال رئاسته للجنة الخمسين لتعديل دستور 2012 وقدرته على الخروج بدستور توافقى بشهادة كل القوى السياسية الأمر الذي انعكس على التصويت النهائى على مواد الدستور الجديد. وعقد بدر -الذي شغل منصب وزير التعليم في حكومة نظيف- عدة اجتماعات في الفترة الأخيرة مع بعض الشخصيات السياسية بينهم السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وأسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، وأحمد الفضالي، المنسق العام لتيار الاستقلال لاختيار مرشح ذي خلفية مدنية ليبرالية لمساندته في حال عدم ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، لانتخابات رئاسة الجمهورية واستقروا في تلك الاجتماعات على اسم كل من عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، ومصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، لإقناع أي منهما بالترشح للرئاسة. إلا أن وجود معلومة تفيد كون «حجازي» مناصرًا لعبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، إبان ترشحه لانتخابات الرئاسة السابقة أدي إلى استبعاده من قبل الحاضرين، ووقع الاختيار على «موسى»، إلا أن العائق الوحيد كان حول كيفية إقناع الدبلوماسى المخضرم واتفق الحاضرون على تشكيل لوبى ضغط لإجباره على الترشح. وتم عقد اجتماع لعدد من قيادات حزب المؤتمر الذي يرأسه «العرابي» مع «موسى» بمكتب رئيس لجنة الخمسين بجاردن سيتي بحضور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، لإقناع «موسى» بالترشح للرئاسة، إلا أن «موسى» أكد أنه لن يترشح إلا في حال طالبه بذلك قطاع عريض ومؤثر من القوى السياسية والحزبية. مما دفع عددًا من حاضري الاجتماع لتأسيس المجلس القومي لشباب مصر وإعلان تدشينه في مؤتمر صحفي يوم السبت 7 ديسمبر بمقر المعهد المصري الديمقراطي الذي يرأس مجلس إدارته حسام الدين على، المتحدث الإعلامي لحزب المؤتمر، ليكون بدوره نواة لتكوين ظهير شعبي من شباب القوى الحزبية والثورية لمطالبة «موسى» بالترشح للرئاسة.