ظهرت بوادر أزمة فعلية بين الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات واتحاد الإذاعة والتليفزيون حول أحقية كل طرف بترددات الهاتف المحمول والتي تبلغ قيمتها 20 مليار جنيه. قال المهندس هشام العلايلى رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات: إن المرفق هو الجهة الوحيدة المنوط بها تنظيم الترددات الهوائية وتنظيمها. وتابع العلايلى في تصريحات خاصة ل"فيتو": "إن جميع الترددات الهوائية هي ملك للدولة المصرية، والقانون المصري يمنح المرفق وحده توزيعها بين مختلف الجهات". ونفي رئيس "القومى لتنظيم الاتصالات" تقدم مرفق تنظيم الاتصالات بأى عروض مقابل الحصول على ترددات التحول للبث الرقمي الذي تستعد حكومة مصر لها مطلع 2015، وفقا للاتفاقية الدولية للاتحاد الدولى للاتصالات التي وقعت عليها حكومة مصر. يأتى ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير صحفية الأسبوع الماضى، أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون قرر بيع حصته في الترددات الموجودة بالأقمار الصناعية العالمية "itu"، بحلول عام 2015، لتسديد ديون الاتحاد التي وصلت إلى 20 مليار جنيه، من خلال المبلغ الذي سيحصل عليه من عملية البيع. وأكدت التقارير أن المرفق القومى للاتصالات قدم عرضا وصلت قيمته إلى 15 مليار جنيه، مقابل حزمة الترددات الموجودة في جميع أنحاء العالم. وتتيح تقنية البث الرقمي كمًّا أكبر من القنوات الأرضية، قد يصل إلى 10 قنوات في الحيز الترددي الواحد مقارنة بقناة واحدة لكل حيز ترددي للنظام الحالي، بجانب إتاحته صورة رقمية عالية النقاء وصوتا يقارب الصوت المجسم. وأضاف العلايلي في تصريحاته الخاصة ل"فيتو"، أنه فور استلام تلك الترددات من قبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون مطلع عام2015، سيتم تخصيصها لاستخدامات عدة منها طرح خدمات الجيل الرابع للهاتف المحمول". وحول القيمة الفعلية لتلك الترددات أشار العلايلى إلى أنه لم يتم تحديد قيمة فعلية لها حتى الآن، حيث إنها ستطرح أمام شركات المحمول العاملة في السوق في مزاد علنى على الخدمات المخصصة لها". من جانبه قال عاطف حلمي وزير الاتصالات في تصريحات سابقة: إن الحكومة المصرية لها عائدات بنحو 25 مليار جنيه من تحول القنوات التليفزيونية للعمل بالبث الرقمي، بدلًا من البث الأرضي المعمول به حاليًّا. وأضاف حلمي: إن الاستثمارات المخصصة للتحول من البث الأرضي إلى الرقمي تبلغ نحو 3.5 مليارات جنيه. وكان عمرو بدوي الرئيس التنفيذي السابق للمرفق القومي لتنظيم الاتصالات قال: إن الانتقال من البث التليفزيوني الأرضي إلى الرقمي وتخصيص الحيزات الترددية التي سيتم توفيرها لشركات المحمول من شأنه أن يحقق نموًا يفوق 20% سنويًّا في قطاع الاتصالات في البلاد. وبحسب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فإن ترددات البث الأرضي المعروف باسم "الأنالوج" تبلغ 40 ميجا، وبخلوها سيتم توفير تلك الترددات لشركات المحمول التي تحتاج لاستيعاب الزيادة المطردة في استخدام الإنترنت من خلال شبكاتها. ويأتي تحول مصر للبث الرقمي وفقًا لاتفاقية موقعة عام 2006 مع الاتحاد الدولي لتنظيم الاتصالات.
