الترام.. ليس له مرادف في معاجمنا، غائب عن ثقافتنا فلا نراه إلا في لقطات من أفلام زمان، طالب الجميع بإعدامه والتخلص منه حتى اختفى من شوارع القاهرة، وبالرغم من أنه الحاضر القوى في أمريكا وسيد عرشه في أوربا. ففى لندن يوجد 24 ترامًا في شوارعها، وفى فرنسا 150 خط ترام، وفى امستردام بهولندا 234 ترامًا، أما في ميلانو بإيطاليا 510 خطوط ترام لتكون بذلك مملكة الترام الأولى. وظهر الترام لأول مرة في مصر في 22 أغسطس 1896 في عهد الخديو إسماعيل، حيث لم يعد الحمار بعد هذا التاريخ هو وسيلة انتقال المصريين داخل المدينة، فقد فوجئ الناس بعربات تدار بالكهرباء وتجرى على القضبان وتسمى التروماى. ويقول الأديب يحيى حقى: "سمعت من أمى، أن أهل قريتها ضربوا كفا بكف من شدة العجب حين علموا أن بالعاصمة عربة مسحورة تجرى بلا خيول اسمها الروماى وأسماها الناس "العفريت".. "ياحلاوة ياولاد". وبدأ تسيير التروماى الذي أدخلته الشركة البلجيكية مصر من العتبة الخضراء لتنطلق في ثمانية خطوط (القلعة - بولاق - باب اللوق - العباسية - مصر القديمة - فم الخليج - الروضة). وأول ما بدأت تعريفة الترام هي ستة مليمات للدرجة الأولى وأربعة مليمات للدرجة الثانية، وتوالى مع ظهور الترام ظهور النكات التي تتناول الصعيدى الذي اشترى التروماى.
