أمين «البحوث الإسلامية» للعاملين: للأزهر حق علينا أن نؤدي رسالته    القابضة للمياه توجه رسائل مهمة للمواطنين    وزير الخارجية: مصر تؤكد خطورة تأثير ظاهرة التغير المناخي على ندرة الموارد المائية    نيويورك تايمز: مسئولون إسرائيليون يعارضون التصعيد ضد لبنان    أطلقت من العراق.. لحظة انفجار مسيرة بمدينة إيلات جنوبي إسرائيل    أحمد موسى: لبنان يعيش مأساة كبيرة بسبب القصف الإسرائيلي    وزير الخارجية لنظيره البريطاني: ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار بغزة    فليك يعلن تشكيل برشلونة لمواجهة خيتافي    أودينيزي يتأهل للدور الثالث في كأس إيطاليا    حبس مسجل خطر لسرقته أسلاك كهربائية من عقارات تحت الإنشاء ب15 مايو    أحمد عزمي ونجوم «انترفيو» ضيوف صاحبة السعادة|صور    «برغم القانون»..إيمان العاصي تتسبب في أزمة لمحمد محمود عبدالعزيز    أمين الفتوى يوضح حكم "قراءة الفنجان"    غدا.. جوميز وعمر جابر يحضران المؤتمر الصحفي لمباراة الأهلي    لمواليد «العذراء» و«القوس» و«الجوزاء».. ماذا يخبئ هذا الأسبوع لأصحاب هذه الأبراج؟    "الكهرباء": تركيب مصيدة قلب مفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة في هذا الموعد    واعظات الأوقاف يشاركن في مبادرة «خُلُقٌ عَظِيمٌ» بعدد من مساجد بني سويف    أهالى دراو بأسوان لقناة إكسترا نيوز: المياه آمنة ونشرب منها فى أي مكان    «زيرو تحرش».. عام دراسي بدون أزمات وانتشار الشرطة النسائية رسالة طمأنة لأولياء الأمور (فيديو وصور)    مدير الرعاية الصحية للتأمين الشامل بجنوب سيناء: نعمل على تلبية احتياجات المواطنين    نائب محافظ الدقهلية يجتمع بأعضاء اللجنة العليا لمواجهة حرق قش الأرز    خبير شؤون إسرائيلية : الحديث عن استهداف نصف قدرات حزب الله غير صحيح    وزير الصحة: ضخ 133 مليون عبوة أدوية طبية ل364 مستحضرا دوائيا    منذ بداية أغسطس حتى الآن.. خالد عبدالغفار: زيادة ضخ الأدوية محليا ب133 مليون عبوة ل364 مستحضرا دوائيا    على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى حول المياه    رئيس جامعة عين شمس يشهد توزيع شهادات دورات لغة الإشارة المصرية    تستغل ابنتيها القصر.. قرار عاجل من النيابة ضد التيك توكر "وحش الكون"    ترحيب واسع بدعم الرئيس السيسي لتوصيات الحوار الوطني.. تعزيز لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني في مصر    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    وثيقة سياسة ملكية الدولة.. مدبولي: هدفنا تعظيم الأصول والعروض غير المناسبة لا نقبلها    الجونة يتعاقد مع نجم الأهلي السابق    انطلاق الملتقى الثامن عشر لشباب المحافظات الحدودية بمسرح فوزي بأسوان    وزير التموين يجتمع مع رئيس البريد وممثلى شركة فيزا العالمية لبحث أوجه التعاون    «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تعمل على عزل بلدات وقرى الجنوب اللبناني    وليد فواز يكشف سبب خوفه من دوره في مسلسل «برغم القانون».. قللت وزني    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟    الأرصاد تكشف حالة الطقس في مصر غدا الخميس 26 سبتمبر 2024    كنوز| 54 عاما على غياب زعيم في ذاكرة المصريين    محافظ الدقهلية ييستلم دفعة من المواد الغذائية لتوزيعها على الأولى بالرعاية    الأهلي يحفز اللاعبين قبل السوبر الأفريقي    الفنان والمنتج شادي مقار عن مسلسل برغم القانون: اكتسبت وزن من أجل المصداقية    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    وزير النقل اللبناني: لا توجد مشكلات لوجيستية بمطار بيروت.. وملتزمون بقوانين الطيران العالمية    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    وزير الدفاع: التحديات الإقليمية تفرض علينا أن نكون على أهبة الاستعداد    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    بمشاركة أكثر من 40 دار نشر.. افتتاح النسخة الأولى من معرض نقابة الصحفيين للكتاب    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    ضبط نحو (14) ألف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    إصابة 7 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بقنا    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقوى أداة لوقف حرب غزة، ما هي المادة 99 التي أرعبت إسرائيل؟ وحالات استخدمت فيها
نشر في فيتو يوم 07 - 12 - 2023

أثار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قلق إسرائيل بتلويحه لأول مرة بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.
أقوى أداة يمتلكها
وجاء تلويح جوتيريش بهذه المادة بعد أن دفعته مشاهد القتل والدمار اليومية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى تفعيل "أقوى أداة يمتلكها" في ميثاق المنظمة لينبه مجلس الأمن أن ما يجري هناك "يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
يقول النص الصريح للمادة 99 إن "للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وأكد جوتيريش في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، أنه لمواجهة الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني في غزة، "أحث مجلس الأمن على المساعدة في تجنب وقوع كارثة إنسانية وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار".
وقال، ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام "يُفعّل السلطة التي يمنحها له الميثاق"، فيما يمكن أن يُوصف ب "الخطوة الدستورية الكبرى"، لأن المادة 99 هي "أقوى أداة" يمتلكها الأمين العام في إطار ميثاق الأمم المتحدة.
وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة "تقترب من نقطة الشلل التام" لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه أكثر من 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.
وأضاف أن الأمين العام لا يستخدم كلمة "كارثة" باستخفاف، وأعرب عن الأمل في أن يستمع مجلس الأمن لدعوة الأمين العام.
هجوم إسرائيلي على جوتيريش

تلويج الأمين العام للأمم المتحدة بالمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة عرضه لهجوم جديد من وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي اعتبر ولايته أنطونيو جوتيريش تمثل "تهديدًا للسلام العالمي".
وقال كوهين في منشور على منصة إكس إن "ولاية جوتيريش تمثل تهديدا للسلام العالمي. إن مطالبته بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة لوقف لإطلاق النار في غزة يشكّلان دعمًا لحركة حماس ".
ما هي المادة 99؟
من بين المواد الخمس في ميثاق الأمم المتحدة التي تحدد مهام الأمين العام، تعد المادة 99 الأكثر أهمية، لأنها تختص بالسلام والأمن الدوليين. فهي تمنح الأمين العام سلطة "لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وبهذه الطريقة، تسمح المادة 99 للأمين العام ببدء مناقشة في مجلس الأمن حول قضية معينة للضغط على الأعضاء لاتخاذ إجراءات وخطوات حاسمة في الأمر لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وكان، داغ همرشولد، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، (10 أبريل 1953 إلى 18 سبتمبر 1961)، قال إن المادة 99 "أهم من أي مادة أخرى، لأنها حولت الأمين العام من مسؤول إداري بحت إلى مسؤول يتمتع بمسؤولية سياسية واضحة".
وحين فكر واضعو ميثاق الأمم المتحدة بإدراج المادة 99، فإنهم كانوا معنيين بإسناد مسؤولية للأمين العام للأمم المتحدة "تتطلب ممارسة أسمى الصفات، الحكم السياسي واللباقة والنزاهة".
الهدف الأساسي من المادة 99
والهدف الأساسي من المادة 99 هو التعامل مع الحالات التي تواجه فيها ديناميكيات مجلس الأمن صعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن مناقشة الصراعات الناشئة، وذلك لأن لفت انتباه المجلس إلى الحالات التي تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين من شأنه أن يدفع أعضاء المجلس إلى التركيز على دورهم في منع نشوب الصراعات، وتفعيل مجموعة أدوات منصوص عليها في الفصل السابع. وهذا قد يدفع المجلس إلى اتخاذ خطوات فعالة.
والتفكير في إدارج المادة 99 جاء نتيجة لإدراك مجلس الأمن الدولي منذ فترة طويلة بالحاجة إلى الإنذار المبكر بالأزمات الدولية الوشيكة، لتكون مهام مجلس الأمن الدولي منصبّة على الوقاية أكثر من التعامل المتأخر مع المشاكل التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
ورغم أن الوقاية غالبا ما يتم تبنّيها كهدف للمجلس، إلا أنه كان من الصعب تنفيذها. فغياب الإنذار المبكر، وتحليل المخاطر، والقدرة على جمع المعلومات الاستخبارية، كان من بين الأسباب التي أدت إلى فشل الأمم المتحدة في الرد على الإبادة الجماعية في رواندا وسربرينيتسا، في عامي 1994 و1995 على التوالي.
على سبيل المثال، خلص تقرير أعد حول فشل الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة الإنسانية في رواندا إلى أنه "من الضروري الاستمرار في تحسين قدرة المنظمة على تحليل المعلومات المتعلقة بالصراعات المحتملة والاستجابة لها، وقدرتها التشغيلية على اتخاذ إجراءات وقائية".
ماذا يعني اللجوء للمادة 99؟
نادرا ما يتم اللجوء إلى المادة 99، وكانت المرة الأولى التي أدى فيها استخدم المادة 99 إلى اتخاذ مجلس الأمن الدولي إجراء، هي رسالة همرشولد المؤرخة في 13 يوليو عام 1960، والتي يطلب فيها عقد اجتماع عاجل للمجلس بشأن الكونغو.
وبينما لم يشير الأمين العام على وجه التحديد إلى المادة 99، فقد استخدم لغتها عندما قال: "يجب أن ألفت انتباه مجلس الأمن إلى مسألة، في رأيي، قد تهدد صون السلم والأمن الدوليين".
وأدى الاجتماع الذي عقد عقب رسالة همرشولد إلى تفويض المجلس في اليوم التالي لعملية عسكرية تابعة للأمم المتحدة لمساعدة حكومة الكونغو.
ولكن هل ينجح الإنذار الذي يطلقه الأمني العام بموجب المادة 99؟
تشير مراجعة أجراها، والتر دورن، أستاذ دراسات الدفاع في الكلية العسكرية الملكية في كندا (RMC) وكلية القوات الكندية، لتاريخ الأمم المتحدة في التعامل مع الصراعات إلى أنه من بين أكثر من 100 صراع تدخل فيها الأمين العام، لم يتضمن سوى عددا قليلا جدا منها اللجوء رسميا لاستخدام المادة 99.
وبالإضافة إلى ثلاث دعوات صريحة اعترفت بها الأمم المتحدة (الكونغو 1960، وإيران 1979، ولبنان 1989)، هناك أكثر من 12 استدعاء ضمنيا في مجلس الأمن.
ومع ذلك، كانت معظم هذه التحذيرات متأخرة أو بيانات تأييد للتحذيرات التي قدمتها الدول الأعضاء بالفعل.
وكانت بعض التحذيرات التي أطلقها أمناء عامون للأمم المتحدة تتم في اجتماعات غير رسمية لمجلس الأمن، بمعنى أنها لا تستند مباشرة إلى المادة 99، كما تفسرها الأمم المتحدة، حيث أن الأمين العام لم يضع في تلك الحالات بندا جديدا على جدول أعمال مجلس الأمن أو دعا إلى عقد اجتماع خاص.
والأهم من ذلك أنه في الغالبية العظمى من الصراعات التي شهدها العالم، لم يتم تقديم أي تحذير على الإطلاق يستند إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
حالات استخدم فيها المادة 99
وخلال السطور التالية نستعرض الحالات التي استخدم فيها أمناء عامون للأمم المتحدة المادة 99 للتنبيه، بشكل مباشر أو ضمني، لقضايا وصراعات اعتبروها تهديدا للأمن والسلم الدوليين:
الكوريتان- 1950
هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وأبلغت الولايات المتحدة الأمين العام حينها، تريغفه لي (1946-53)، بالهجوم، وبالفعل حصل الأمين العام على تأكيد مستقل وتفاصيل الهجوم من لجنة الأمم المتحدة المعنية بكوريا.
في 25 يونيو 1950، وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن، بطلب من الولايات المتحدة (وقاطعه الاتحاد السوفييتي)، تحدث الأمين العام، تريغفه لي، مشيرا إلى أن "القوات الكورية الشمالية قامت بأعمال عسكرية"، والتي كانت "انتهاكا مباشرا" لقرارات الجمعية العامة.
وقال الأمين العام إن هذا الوضع شكّل "تهديدا للسلام الدولي، وأنا أعتبر أنه من واجب مجلس الأمن الواضح أن يتخذ الخطوات اللازمة لإعادة إحلال السلام في تلك المنطقة".
مجلس الأمن أصدر قرارات تدين الهجوم باعتباره خرقا للسلام. وفي 27 يونيو، دعا مجلس الأمن أعضاء الأمم المتحدة إلى تقديم المساعدة لصد الهجوم.
لاوس وفيتنام- 1959
زعمت لاوس تعرضها لعدوان فيتنامي، وطلبت من الأمين العام، داغ همرشولد، إرسال قوة طوارئ تابعة للأمم المتحدة.
طلب الأمين العام همرشولد من رئيس مجلس الأمن عقد جلسة "على وجه السرعة"، وأبدت الولايات المتحدة رغبتها في تقديم مشروع قرار لإنشاء هيئة لتقصي الحقائق كمسألة إجرائية، وبالتالي تجنب الفيتو السوفييتي.
خلال الاجتماع الذي عقد في سبتمبر، صرّح الأمين العام بأنه لم يستند إلى المادة 99، والذي كان من شأنه أن يجعل الأمر يعتبر جوهريا، ولكنه قدم فقط تقريرا إلى اللجنة العليا بشأن بند جدول الأعمال الذي قدمه رئيس مجلس الأمن.
وذكر أنه ليست لديه المعرفة الكافية لإصدار حكم على الحقائق. وحينها تم تبني مشروع القرار الأميركي، رغم الاعتراضات السوفيتية، وأنشئت لجنة تقصٍّ للحقائق. وأفادت اللجنة لاحقا أن ادعاءات لاوس مبالغ فيها. ولم يرسل مجلس الأمن أي قوة تابعة للأمم المتحدة.

الكونغو- 1960
أرسلت الحكومة الكونغولية برقية للأمين العام، داغ همرشولد، تطلب فيها مساعدة عسكرية من الأمم المتحدة للحماية من قوات المظلات البلجيكية التي أرسلت لحماية المصالح البلجيكية (بما في ذلك السكان) في المستعمرة السابقة. وكانت البلاد في حالة من الفوضى.
طلب الأمين العام عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن، حيث قال إنها "مسألة، في رأيي، قد تهدد السلام والأمن الدوليين".
في الاجتماع، أوصى همرشولد بإرسال قوة تابعة للأمم المتحدة إلى الكونغو، حتى يمكن سحب القوات البلجيكية ولمنع الدول الأخرى (خاصة الاتحاد السوفيتي السابق) من إرسال قوات.
وافق مجلس الأمن على التوصية، وبالفعل أنشئت قوة الأمم المتحدة في الكونغو، التي وصل عددها في ذروتها إلى ما يقرب من 20 ألف جندي، للمساعدة في الحفاظ على القانون والنظام.
تونس- 1961
اشتد القتال حول بنزرت في تونس، بين القوات الفرنسية (التي كانت تحتل المدينة) والجنود والمدنيين التونسيين. وكانت تونس قد حاصرت القاعدة البحرية الفرنسية في المدينة.
وفي الاجتماع الثاني لمجلس الأمن الذي تناول مسألة بنزرت، تحدث الأمين العام، داغ همرشولد، قائلا: "تشير الأخبار الواردة إلينا من تونس إلى أن التطور الخطير والمهدد الذي تناوله المجلس للنظر فيه بالأمس لا يزال مستمرا، مع مخاطر إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالسلم والأمن الدوليين".
وأضاف أنه وفي ضوء "التزامات الأمين العام بموجب المادة 99"، فإنه يناشد مجلس الأمن توجيه دعوة فورية لوقف إطلاق النار وعودة جميع القوات المسلحة إلى مواقعها الأصلية.
واعتمد المجلس قرارا يتضمن هذه الأحكام بأغلبية 10 أصوات ولم يعارضه أي عضو بالمجلس، مع رفض فرنسا المشاركة.
اليمن- 1963
انتهت حقبة حكم إمام اليمن وأعلنت الجمهورية. اعترفت الجمهورية العربية المتحدة (الاسم الذي اتخذته مصر وسوريا بعد الوحدة) بالنظام الجديد، في حين دعمت السعودية الإمام. وعلى إثر ذلك اندلع القتال في البلاد، فأرسلت الجمهورية العربية المتحدة قوات إلى اليمن.
أبلغ الأمين العام، يو ثانت (1962-71) مجلس الأمن بمبادراته لضمان عدم "أي تطور في الوضع قد يهدد السلام في المنطقة". وأوضح أن الأطراف الثلاثة اتفقت على تمركز بعثة مراقبين تابعة للأمم المتحدة (UNYOM) وستدفع تكاليفها. تم إنشاء UNYOM لمراقبة فض الاشتباك وانسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك الإشراف على المنطقة منزوعة السلاح.
في اجتماع 11 يونيو 1963، حذر ثانت من أن "عملية فك الارتباط قد تتعرض للخطر إذا لم يكن أفراد المراقبة التابعين للأمم المتحدة متواجدين في الموقع".
حينها أصدر مجلس الأمن قرارا بالموافقة على قوة المراقبة، التي قامت بعملياتها حتى 4 سبتمبر 1964.
رابطة عوامي- 1971
أعلنت رابطة عوامي استقلال شرق باكستان، في مارس عام 1971. وطلب الرئيس الباكستاني حينها، يحيى خان، من جيشه قمع أنشطة الاستقلال، مما أدى إلى إراقة دماء هائلة.
كيّف الأمين العام، يو ثانت، اتصالات شبه اليومية مع الهند وباكستان، لكنه امتنع عن الدعوة لاجتماع مجلس الأمن لأن كلا الجانبين يعتبران الصراع مسألة داخلية.
ورابطة عوامي، حزب بنغالي تأسس سنة 1946 في باكستان الشرقية والتي باتت اليوم بنغلاديش، وكان الدفاع عن حقوق البنغاليين كأمة قومية يجب أن تتقاسم السلطة مع الأردو.
ووزع الأمين العام مذكرة سرية على أعضاء مجلس الأمن، "لتحذيرهم من أن الصراع يمكن أن يتوسع بسهولة، مما يؤدي إلى وقوع شبه القارة بأكملها في صراع بين الأشقاء، وأن الأمم المتحدة يجب أن تحاول الآن التخفيف من هذه المأساة".
المذكرة كانت بمثابة "استدعاء ضمني للمادة 99"، ومع ذلك، فإن مجلس الأمن لم يجتمع في جلسة طارئة حتى بدأت الحرب الهندية الباكستانية، في الثالث من ديسمبر عام 1971، أي بعد أربعة أشهر من تحذير الأمين العام.
لم يكن مجلس الأمن قادرا على اتخاذ قرار، واقتصرت جهود الأمين العام للأمم المتحدة على الجوانب الإنسانية للمشكلة، بما في ذلك تنظيم المساعدات الدولية للاجئين في الهند.
الأزمة القبرصية- 1974
اشتعلت الأزمة القبرصية من جديد عندما قام الحرس الوطني القبرصي اليوناني بانقلاب، في 15 يوليو، ضد الرئيس مكاريوس، الذي فر من الجزيرة.
طلب الأمين العام للأمم المتحدة، كورت فالدهايم (1972-81) من رئيس مجلس الأمن عقد اجتماع طارئ، نظرا لخطورة الأمر فيما يتعلق بالسلام والأمن الدوليين في قبرص.
أيد مجلس الأمن استمرار جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام وأذن للأمين العام بمحاولة التوسط في النزاع.
ومع ذلك، لم يصدر مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار إلا في 20 يوليو، وهو يوم الغزو التركي.
لبنان وإسرائيل- 1978
اندلعت الحرب الأهلية في لبنان في عام 1975 ودامت أكثر من 15 عاما. كما غزت إسرائيل جنوب لبنان في 15 مارس 1978 (عملية الليطاني) لتدمير القواعد الفلسطينية، ومنع الهجمات التي تنطلق من الأراضي اللبنانية على إسرائيل.
وفي كلتا الحالتين، لفت الأمين العام، كورت فالدهايم، انتباه مجلس الأمن الدولي إلى خطورة الوضع في لبنان.
رهائن السفارة الأميركية في طهران- 1979
استولى طلاب ثوريون على مبنى السفارة الأميركية لدى طهران، في 4 نوفمبر عام 1979، بدعم من الحكومة الإيرانية الجديدة. وفي 9 نوفمبر، وبعد المشاورات، دعا رئيس مجلس الأمن إلى إطلاق سراح الرهائن.
كتب الأمين العام، كورت فالدهايم، إلى رئيس مجلس الأمن، في 25 نوفمبر، للفت الانتباه إلى الأزمة المستمرة، ويطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن، قائلا إن رأيه هو أن الأزمة تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
واجتمع مجلس الأمن في 27 نوفمبر، وتحدث الأمين العام داعيا الولايات المتحدة وإيران إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وفي القرار الصادر في 4 ديسمبر، دعا مجلس الأمن إلى إطلاق سراح الرهائن، واستعادة الحصانات الدبلوماسية، والإذن للأمين العام للأمم المتحدة "باتخاذ جميع التدابير المناسبة" لتنفيذ القرار.
في 31 ديسمبر عام 1979، سافر فالدهايم إلى طهران، ولكن رُفض اقتراحه المكون من أربع نقاط وعاد خالي الوفاض.
حرب العراق وإيران- 1980
من منتصف مايو إلى منتصف سبتمبر عام 1980، واجه الأمين العام، كورت فالدهايم، اتهامات من إيران والعراق، بالتزامن مع تدهور الوضع بين البلدين.
وفي 22 سبتمبر، غزا العراق إيران لتبدأ الحرب بين البلدين والتي استمرت حتى عام 1988.
في 22 و23 سبتمبر من عام 1980، طلب الأمين العام، فالدهايم، من الطرفين ضبط النفس والتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
وذكر الأمين العام في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، في 25 سبتمبر، أن القتال اشتد، وأن الوضع يهدد بلا شك السلام والأمن الدوليين.
اقترح الأمين العام إجراء مشاورات في مجلس الأمن، كما طلبت المكسيك والنرويج عقد اجتماع رسمي للمجلس.
وفي الاجتماع، الذي عُقد في 26 سبتمبر، لخّص الأمين العام التطورات، ثم اعتمد مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار، وحث الأطراف على قبول الوساطة أو المصالحة.
لبنان- 1989
تصاعد القتال في لبنان، خاصة في بيروت وما حولها، وبرزت مؤشرات على خطر تدخل أطراف خارجية.
وفي رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، أشار الأمين العام، خافيير بيريز دي كوييار (1982-91)، إلى أن العنف في بيروت وما حولها "تصاعد إلى مستوى غير مسبوق خلال 14 عاما من الصراع".
وأعرب الأمين العام عن اعتقاده بأن "وقف إطلاق النار الفعّال أمر حتمي"، وقال: "في رأيي، تشكل الأزمة الحالية تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. وعليه، وفي إطار ممارسة مسؤوليتي بموجب ميثاق الأمم المتحدة، أطلب عقد مجلس الأمن على وجه السرعة".
حرب إسرائيل على غزة- 2023
في خطابه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن أكثر من 8 أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل، أدت إلى معاناة إنسانية مروعة.
وأشار إلى مقتل أكثر من 1200 شخص- من بينهم 33 طفلا- وإصابة الآلاف في الهجمات الرهيبة التي نفذتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية في السابع من أكتوبر، وأدانها غوتيريش مرارا.
وقال إن نحو 250 شخصا اُختطفوا، منهم 34 طفلا، وما زال 130 منهم محتجزين. وشدد على ضرورة الإفراج عنهم فورا وبدون شروط. وأضاف أن الشهادات حول العنف الجنسي، المرتكبة أثناء الهجمات، مروّعة.
الأمين العام في خطابه لرئيس مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قال إن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرا جسيما. وأشار إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40 بالمئة منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.
وأشار الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف منازل قطاع غزة، والتهجير القسري لنحو 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة.
وأكد جوتيريش "عدم تواجد مكان آمن في غزة، وعدم توفر حماية فعّالة للمدنيين". وتحدث عن "انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك".
وأشار جوتيريش إلى قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. وقال إن الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمرا مستحيلا.
وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.
وشدد على ضرورة تجنب مثل هذه النتيجة بكل السبل الممكنة. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة.
وحث جوتيريش أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار، مشددا على إلحاح ذلك الأمر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.