"حرق" داخلة أهلاوى تربك الحسابات.. و"وايت نايتس" يعود بال"3D" الكابوهات ل"الأعضاء": انتصرنا على الداخلية.. والطرد مصير من يهاجمها وسط الخوف من حدوث ما لا يحمد عقباه شهدت كواليس حضور جروبى ألتراس أهلاوى ووايت نايتس الزملكاوى مباراة الديربى الأفريقى التي أقيمت الأربعاء الماضى بمدينة الجونة العديد من الأسرار، بدأت من قرار الذهاب وحضور المباراة بالاتفاق بين الجروبين على الاتحاد في مطلبهم بالحضور، وأن يكون بيانهم عن حضور الديربى مشتركًا ويتم نشره على صفحتى الجروبين في نفس الوقت. وبعد توصل الطرفين إلى اتفاق على ذلك الأمر، حدد الجروبان موعدًا لحجز الرحلة إلى الجونة دون الإعلان عن موعد التحرك لتوجيه مفاجأة للجهات الأمنية بعد أن نما إلى علمهم خبر تعطيلهم من قبل كمائن الشرطة الموجودة بالطريق. وبالفعل قام عدد كبير من أعضاء ألتراس أهلاوى ووايت نايتس بالحجز في الرحلة، وأبلغ قادة كل جروب أعضاءه بأن التجمع سيكون في منتهى السرية في العاشرة مساء الثلاثاء، وشددوا عليهم بضرورة عدم إفشاء الأمر، فتجمع أفراد ألتراس أهلاوى أمام بانوراما حرب أكتوبر بطريق صلاح سالم، والتقى أعضاء وايت نايتس أمام بوابة اللاعبين بنادي الزمالك، وتحرك الجروبان في تمام الحادية عشرة مساءً على أن يلتقوا أمام بورتو السخنة. كما اتفق قادة الجروبين على دخول مدينة الجونة سويًا، بهدف إظهار أن أعدادهم كبيرة لضمان التغلب على كل الكمائن التي من الممكن أن تحاول إعاقة وصولهم للمباراة وتأخيرهم عن الدخول، وبالفعل تقابل أعضاء الرابطتين وساروا في طريقهم لحضور المباراة في أجواء لم تعهدها جروبات الألتراس من قبل. وقبل الوصول لمدينة الغردقة حدث أمران مهمان؛ أولهما الحادث الذي تعرض له أوتوبيس أعضاء سكشن الشرقية التابعين لجروب وايت نايتس، مما أصاب بعضهم بإصابات متفرقة. كما تسبب عطل في أوتوبيس سكشن المرج والسلام التابع لالتراس اهلاوى في تأخر وصولهم ما هدد دخولهم المباراه، نتيجة قدوم أغلب الأتوبيسات للاستاد، ولكن قادة الجروب تغلبوا على الأمر بإغاثة أعضاء السكشن بأحد الأوتوبيسات أقلهم إلى الاستاد، ودخلوا المباراة مع بعضهم البعض. اللافت الذي أسعد أعضاء الجروبين أنه عند وصولهم إلى بوابات الاستاد فوجئوا بعدم وجود أي كمائن، وأن تخوفاتهم من الصدام مع الأمن أو حدوث أي اشتباكات تلاشت تماما، إلا أن الأمن اعترض على إصرار قادة ألتراس وايت نايتس على إدخال الكثير من العروق والألواح الخشبية لملعب المباراة، مما أدى إلى نشوب بعض المشادات بينهم، قبل أن يقنع قادة الجروب رجال الأمن بأنها لزوم عمل "الداخلة" قبل المباراة، لكن أمن الاستاد استجاب بعد موافقة مدير أمن البحر الأحمر اللواء حمدى الجزار الذي أعطى الضوء الأخضر لمرور مستلزمات الداخلة بعد حصوله على وعد من قادة الجروب بعدم القيام بأي أعمال خارجة أو إثارة الشغب، وتعهدهم بتحمل المسئولية عن أي أحداث من شأنها تعكير صفو المباراة أو التهديد بإلغائها. مع بدء المباراة أظهر جمهور الأهلي داخلته المسيئة لجماهير وكيان نادي الزمالك، وكانت عبارة عن "تيفو" ضخم، كتب عليه "أخيرا وبعد غياب"، ثم استبدلوه بآخر مكتوب عليه "حفلة أضحوكة القرن السنوية"، في إشارة إلى الزمالك، حيث قاموا بتظليل كلمتى "أضحوكة، والقرن" باللون الأبيض وخطين، ثم رفعوا عددا كبيرا من الشماسى والبلالين وبكر الورق وقنابل الدخان في إشارة إلى بداية الاحتفال في أجواء كرنفال يشبه ما يحدث في دوريات دول أمريكا اللاتينية. غير أن جروب ألتراس وايت نايتس صنع داخلة بنظام البعد الثالث " 3D "، فرفعوا صورة ضخمة تحمل صورة فارس ممسكا قوسًا وسهمًا، وهو شعار نادي الزمالك، يقتحم قارة أفريقيا في إشارة إلى اقتحام الزمالك للقارة السمراء والحصول على البطولة الغائبة عن النادي منذ فترة كبيرة. وكانت داخلة جروب ألتراس أهلاوى وهتافه ضد جماهير الزمالك سببًا في توتر أجواء المباراة، حيث ألقى أعضاء وايت نايتس صواريخ وألعاب نارية على مدافع الأهلي شريف عبد الفضيل في الشوط الثانى، ليرد بعدها ألتراس أهلاوى بإلقاء أسلحة مماثلة على عبد الواحد السيد. والمؤسف أن الأمور تصاعدت إلى الأصعب، حيث قام عدد كبير من جماهير الزمالك بإلقاء براشوتات على جماهير الأهلي بكثافة مما دفعهم إلى الهتاف ضد الزمالك ولاعبيه، الأمر الذي ألهب المباراة، وأجبر الأمن على التكثيف من وجوده أمام مدرجات الفريقين للسيطرة على أي أعمال شغب قد تحدث، إلى أن انتهت المباراة دون أي مشاكل تذكر بين الطرفين، ليعلن الألتراس انتصاره على الداخلية وقدرتهم على تنظيم المدرجات، مطالبين بإقامة المباريات المقبلة في القاهرة. أما ما أصاب الجميع بالرعب عقب انتهاء المباراة مباشرة، فكان قيام أعضاء جروب الأهلي بحرق الداخلة الخاصة بهم، كنوع من العرف عند جروبات الألتراس الذي يلزم بإعدام داخلات المباريات بعد انتهائها، ولكن مع تصاعد الدخان الكثيف في السماء هرع الجميع إلى مكان الدخان لمعرفة السبب، وبدأت سيارات الدفاع المدنى بالتوجه إليه والتي فوجئت بالأمر. ومن جهة أخرى طلب قادة الجروبين من الأعضاء الابتعاد عن الدخول في أي صدامات مع كلٍ من رجال الأمن أو الجروب الآخر، مؤكدين أن من سيخالف التعليمات سيتم استبعاده من الجروب مباشرة، وهو ما التزم به مشجعو الفريقين ليخرج اليوم دون إثارة أي مشاكل.