حديث ال"لا مؤاخذة" الوصف الأكثر دقة في وصف ما يسطره الزميل "محمود الكردوسي" عندما يتحدث عن أحوال "صحافة المحروسة"، فقد بدأ ب"لا مؤاخذة حمزاوي" ووصل – منذ أيام قليلة – ل"مؤاخذة هويدى"، والقراءة الأولية لرائعة ال"لا مؤاخذة" التي سطرها "الكردوسي" طوال أيام الأسبوع المنقضي كشفت لنا عدة حقائق، من الممكن أن تزيد الأمور سوءا على كل من الكاتب الإسلامي –ولو أنكر- فهمي هويدى و"اللييرالي المتأخون" الدكتور "عمرو حمزاوي"، ف"الكردوسي" الذي نادرا ما يتحدث عن أشخاص بعينهم وجد نفسه فجأة في مواجهة مع الكاتب الإسلامي "هويدى"، لا لشيء إلا أن "الكردوسي" أراد أن يقول رأيه فيما يطرحه "حمزاوي" حول "طيور الظلام" و"كارهي الإخوان" حيث كتب تحت عنوان "لا مؤاخذة – برضه- عمرو حمزاوي" قائلا: الأخ حمزاوي -بوجهه ال«سو كيوت»، وقوامه الليبرالي اللدن- هبط على الحياة السياسية من معهد يسمى «كارنيجي». وبعد اندلاع انتفاضة 25 يناير، وعلى غير توقع، أصبح نجمًا لبرامج ال«توك شو»، ثم عضوًا في برلمان الإخوان المنحل عن دائرة «مزز مصر الجديدة». ومنذ ذلك الوقت وهو يصدع رءوسنا بالحديث عن الديمقراطية وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة وغيرها من سلع النخبة واكسسواراتها، بينما يصر -تلميحًا وتصريحًا- على معاداة الحكم العسكري، ويناضل -بكل ما أوتي من فذلكة وتقعر- للحيلولة دون حتى اقتراب الجيش من دائرة السياسة. ولا أعرف في الحقيقة سببًا ل«فوبيا الجيش» التي يعاني منها الأخ حمزاوي سوى أنها جزء من عملية تسويق نفسه للغرب من ناحية، وجسر ممتد بينه وبين جماعة الإخوان منذ اغتصابهم للسلطة من ناحية أخرى. ورغم أن ما كتبه الزميل "الكردوسي" يمكن التعاطي معه تحت بند "الرأي الآخر" إلا أن هذا لم يعجب الزميل "هويدى" – لاحظ عزيزى القارئ أن حمزاوي لم يرد على مقال اللا مؤاخذة-، فنفخ أوداجه، وضرب على صدره "مثل كينج كونج" وقال "إلا حمزاوي"، لكنه "شجاعة هويدى" لم تكتمل في مواجهة حقائق "الكردوسي" فما كان منه إلا أن تبنى أسلوب الكتابة تحت بند "الكلام عليك يا جارة" وأخذ يكيل الاتهامات ل"الكردوسي" – من تحت لتحت- دون أن يقول اسمه صراحة، وهو ما استفز الأخير وجعله يعدل من وجهة مدافعه الصحفية، ويترك جبهة "سيو كيوت" – حمزاوي سابقا- إلى "هويدى" الذي قال عنه "الكردوسي" في مقالين متتاليين نشرا في الزميلة "الوطن" حملا عنوان ال"لا مؤاخذة" لم يستطع أن يرد عليها "هويدى" إلا على طريقة الرائعة "نجاة" بالصمت الرهيب، وهو ما يجعلنا نتساءل، هل قرر "هويدى" اعتزال "الحرب بالوكالة"؟. أم هناك أمور أخرى لا يعلمها إلا الاثنان، وهنا نقول: "لعل المانع خير يا أستاذ فهمي".