تمتلك السلفية طوال تاريخها طقوسًا خاصة، تلتزم بشدة بما توصل إليه الأولين والسابقين في الإسلام، تضع نصب تركيزها على التفاصيل التي قد تفسد القلب والروح برأي السلف حتى لو كانت «إمامة صلاة»، ولاتهتم وأنصارها بمن يعتبر هذا الالتزام الصارم من مظاهر التشدد، المهم أن تصل رسالتها كما يجب أن يكون. تحذيرات ابن تيمية لأئمة الصلاة وينقل السلف تحذيرات شديدة من الإمام ابن تيمية لكل من يريد الصلاة بالناس إماما، حيث يقول:"هي فتنة لِمَا فيها من الشرف والرئاسة، حتى رُبَّما كان طلبُها مثل طلب الولاياتِ والإماراتِ، الذي هو من إرادة العلو في الأرض؛ وهذا مُضِرٌّ بالدِّين. يضيف: رَوى كعب بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما ذِئْبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ بأفسَدَ لها مِن حِرصِ المَرْءِ على المالِ، والشرَف لِدِينِه، قال الترمذي: حديث حسَن صحيح. ويتخوف ابن تيمية على إمام الصلاة من انتفاخُه واختيالُه، وأن يُفتن باشتهاره؛ ويذكر كل من يريد الإمامة بصلاة حذيفةُ بن اليمان إمامًا الذي قال: لتصلُنّ وُحدانًا، أو لَتَلتَمِسُنَّ لكم إمامًا غيري، فإني لمّا أَمَمتُكم خُيِّل إليَّ أنه ليس فيكم مِثلي، ولهذا يحذر ابن تيمية السلفية وغيرهم من المسلمين، من شهوة وحب الترؤس وتكثير الأتباع ولو كان ذلك في إمامة الصلاة. عن السلفية وتاريخها والسلفية هي اسم لمنهجٍ يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة والأخذ بنهج وعمل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتابعين وتابعي التابعين باعتباره يمثل نهج الإسلام، والتمسك بأخذ الأحكام من كتاب الله، ومما صح من حديث النبي محمد. تتمسك السلفية بالنقل الكامل لكل ما كان يدور في عصر الصحابة، ولاتخرج عنه قيد أنملة، وتقوم في جوهرها على التزام منهج القدامى في فهم النصوص الشرعية، وتعتبرهم وحدهم المرجع الجامع الذي يجتمع عليه السلفيون، وفي اللغة تعني السلفية الرجوع للسابقين زمنيًا. داعية صوفي: السلفية لا تملك إلا الجلباب القصير واللحى وشيطنة المخالف باحث: دعوة السلفية محفوفة بالشكوك والاعتراضات ونبذ العلماء برزت السلفية بمصطلحها هذا على يد الإمام أحمد بن تيمية في القرن الثامن الهجري، ثم جاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقام بإحياء المصطلح من جديد في منطقة نجد بالقرن الثاني عشر الهجري، وانتشر منها إلى المنطقة العربية والإسلامية، ومن أهم أعلامهم حتى الآن عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح بن عثيمين، وصالح الفوزان.