كنت واقف على سور المدرسة بشارع العشرين بفيصل محافظة الجيزة.. ساكت وفى حالى بتشمس ومانطقتش ولا قلت قاق قاق ولا حد سامعلى حس علشان الدنيا صبح ومش عايز الناس تتشائم من نعيقى وخاصة ان المدارس فتحت وأولياء الأمور واخدين عيالهم بمنتهى التفائل بيوصلوهم للمدرسة وفجأة سمعت زعيق بنى آدمين ودوشة وخناق.. وانا بتشائم من زعيق البنى آدمين زى ما هما بيتشائموا من نعيقى وتقويقى
نفشت ريشى ومديت بوزى علشان اتفرج وأتارى الخناقة بين سواق ميكروباص وزبون علشان الزبون عايز يدفع 2 جنيه ورق والسواق حالف مائة يمين انه مش بياخد فلوس ورق ولا هياخدهم حتى لو السما اتطربقت على الأرض ومصمم ان الزبون يدفع فلوس فضيه وكمان فكه لأنه مش معاه فكة لأنها ساعة اصتباحه
البنى آدمين دول بيحبوا يتخانقوا على أى حاجه خصوصا فى الاماكن الشعبية الفقيرة.. تحس كدا انهم بيفشوا غلهم فى بعض معرفش ليه ويعنى إيه السواق مش عايز ياخد الجنيه الورق.. أمال البنك بيطبعه ليه لما هو مش بيمشى بين السواقين والبنى ادمين السواقين اتلموا ونزلوا من عربياتهم علشان يجاملوا زميلهم.. والركاب تعاطفوا مع الزبون وكل واحد فيهم عايز يدفع من معاه لكن الزبون حالف ألفين يمين انه مش هيدفع غير الإتنين جنيه الورق واللى مش عاجبه ييجى معاى على مركز الشرطة ونشوف الحكومة رأيها إيه والمدرسين خرجوا من المدرسة وسابوا الطابور والعيال هاصت وماصت وهاجت وماجت
أنا بقا مستحملتش اشوف اكتر من كدا.. خصوصا إن العيال الصغيرة اللى رايحة المدرسة لاول مرة ابتدوا يعيطوا ويبكوا خايفين من الخناقة فقمت وقفت على رجلى ونعقت نعقتين بصوتى الاجش ويا دوب بقول قاق قاق لقيت اللى بيتخانقوا واللى بيفضوا الخناقة والمدرسين كلهم بيبصوا على البلكونه وبيهشونى ويقولولى فى نّفّس واحد: غور من هنا يا غراب البين عالصبح جبتلنا الفقر.. وانا والله مش عارف مين فينا اللى جايب الفقر للتانى.. اللى واقف فى حاله على سور المدرسة ولا اللى بيتخانقوا على الجنيه الورق وأولادهم مرعوبين من تصرفاتهم الهمجية والغير آدمية.. ياخى جاتها ستين نيلة اللى عايزه تخلف بنى ادمين! غراب البين
